تخطى إلى المحتوى

Peaceful Warrior

فيلم يتحدث عن عيش اللحظة والتنوير والمعلم الروحي

توصياتنا السينمائية

مُحرّر: وصال بارودي - مُدير حوار: خديجة العنتر

تتنوّع طُرق ووسائل رفع الوعي، فمن تعلّم علوم الوعي بذاتها إلى مُجالسة الواعين ومُعلّمي الوعي إلى التفكّر فيما يحدث لنا وحولنا، وصولاً لمُشاركة من يمرّون بنفس التجارب في الأفكار والحلول كما نُقدّمه في حديث الاثنين. هذه الصفحة خصّصناها لتوصياتنا في الأفلام السينمائية والتُي تُحدث توسعاً في الوعي، نطرحها من وجهة نظرنا ونتشاركها معك مُرتبةً هنا، لمُشاركتنا المزيد من وجهات النظر والترشيحات تابعنا على الحساب المُخصّص له في تويتر.

Peaceful Warrior

يروي الفيلم قصة لاعب الجمباز الأولمبي دان ميليمان. دان هو شاب مدلل نشأ في أسرة ثرية وتعلم في أفضل المدارس وانضم لأفضل فريق رياضي. ينافس دان في الأولمبياد بدور لاعب جمباز، الرياضة التي يعشقها. وكما تم تدريبه ربح دان الكثير من الجوائز والشهادات وحقق أرقام قياسية، ومع ذلك فيه شيء غير سعيد وغير راضي عن حياته هذه، وفيه خوف من خسارة ما حققه أو الفشل في تحقيق المزيد. وفي أعماقه لديه حب لأن يفعل شيء لم يفعله أحد من قبل في رياضة الجمباز وهو القيام بثلاث لفات ثلاثية قبل النزول للأرض. ومن بحثه الداخلي ونيته هذه يقابل سقراط، كما يسميه، بائع في محطة وقود على الطريق العام، والذي يصبح معلمه الروحي ومدربه على عيش حياة يتناغم فيها عقله وروحه وجسده معاً. سقراط نفسه مر برحلته الخاصة في إيجاد سكونه الداخلي والاتصال بروحه حتى صار قادراً على مساعدة دان كي يتجاوز عقله وأناه ومعتقداته التقليدية التي أخذها عن الحياة، ‏والاستجابة لشيء أعمق فيه. يمر دان برحلة لا يمكن وصفها بالسهلة حتى يتجاوز ضجيجه الداخلي ويعيش بإمكانيات روحه ويستوعب المعاني العميقة التي يوصلها له معلمه. يحقق دان ما حلم به بل وأكثر ليس من دافع الربح والإثبات بل من الاتحاد مع اللحظة واتصاله بروحه وجلب إمكانياتها للعالم. ويصبح هو نفسه معلماً وملهماً للآخرين ليجدوا سكونهم واتصال روحهم ويقدموا إسهامهم للعالم من مكان أعمق. المحارب المسالم فيلم عن عيش اللحظة والتنوير والمعلم الروحي.

1- لماذا قابل دان المعلم؟

دعنا في هذه المقالة نتحدث عن القصة الحقيقية للاعب الجمباز دان ميلميان والنقاط المهمة في حياته كما عرضها الفيلم. يعيش دان حياة ممتازة بمنطق العقل، أسرة غنية، مدارس ممتازة، نادي رياضي متفوق في الأولمبياد السنوية. لكن قلب دان ومحبته يدفعانه لعيش حياة مكرسة لأكثر من أداء حركات مدربة ومتقنة، هو يريد أن يكون شخصاً يستخدم عقله وجسده بكفاءة وجرأة لا يمتلكها أكثر الناس، ويقوم باللفة الثلاثية في لعبة الجمباز، هنا تتألق روحه. ومن هذه النية تحديداً ظهر المعلم في حياته، فلا شيء يدخل حياتنا بدون طلبنا الواعي أو اللاوعي.

2- أول خطوة:

تقريباً قصة الفيلم هي عن العوائق التي تجاوزها دان ليخرج من عقله إلى نور روحه. نعم تناديه روحه، لكن في البداية لم يكن يدرك أنه يعيش حياة مبرمجة. ولأن المعلم كان يرى ذلك في مرحلته، كان يوجهه إلى هذه الجوانب العمياء في داخله. "هل أنت سعيد؟" وحين تباهى دان بحياته قال: "إذاً لماذا لا تستطيع النوم في الليل؟" لينبهه إلى الفراغ الذي يشعر به بعيشه حياة مبرمجة مكررة وهروبه من روحه. وأول خطوة لكسر هذه البرمجة هي أن يتوقف عن تكرار المعلومات السائدة عن الحياة ويبدأ يسمع ما الذي ترشده إليه روحه وجلبت له هذا المعلم لكي توصله له.

3- إذاً لماذا كسر دان ساقه؟

بصراحة كسرها لكي ينفتح قلبه، في داخله رغبة بالارتقاء وحب تجاه كلام المعلم، ولكنه لم يكن مستعداً للتخلي عن الحياة المكررة التي يعيشها ويريد أن يحقق أهدافه بالاعتماد على قوة إرادته الشخصية فقط، يريد أن يجمع الزيف مع الحقيقة وهي لا تنجمع، فانهار الزيف مقابل الحقيقة مع الحادث. ولأن لديه خوف من خسارة قوة جسده لم يحرره بعد، فهذا ما تحقق حسب القوانين الكونية الدقيقة. حين تكون منفتحاً لما تحب وتحرر مخاوفك باستمرار وتتقبلها وتتفهمها، تتجنب مثل هذه الصدمات الكبيرة، ولكن إن لم تفعل وحدثت لحكمتها ففيها خير.

4- أهداف الروح:

وبعد أن كسر دان ساقه وبدأ بالتعافي، عاد لصحبة المعلم لفترة من الزمن بانفتاح أكبر. وبعدها أخبر دان معلمه بأنه جاهز ليكرس حياته لهدف أعلى (رسالته الروحية) فوجهه للعب الجمباز لأن المحارب المسالم لا يتخلى عما يحب، فما تريده الروح ليس أن يعيش المرء بكمال مادي أو ينتصر على الآخرين أو يكون محصناً 100% من كل نقص أو ضرر. إنها تريد أن تخدم من حقيقة من الضعف المطلق "vulnerability" والإيمان والحب، فهناك بسالة حقيقية فيما تفعله. فعودة دان إلى لعب الجمباز بعد الحادث، أعطى الأمل للناس أنهم ممكن أن يحققوا أهدافهم طالما هو فعل، وأعطاهم إيمان واهتمام بقوة المعرفة الروحية التي اكتسبها طالما حققت له هذه النتائج المبهرة.

5- الدوافع:

بعد أن أمضى دان فترة في التدريب وأصبح جاهزاً للعودة للعب الجمباز، عرض على مدربه أن يكتب رسالة توصية تفيد بقدرته على اللعب ليشارك في الأولمبياد، فرفض رفضاً قاطعاً خوفاً على سلامته وحتى قبل أن يرى أدائه. عاد دان إلى معلمه حزيناً: "لقد تخلى عني/ لا يهم"، " هو لا يعرف أني سأكون هناك 100٪ وأفعلها/ لا تحتاجه ولا تحتاج أي رسالة حتى تصعد لتلك الحلقات وتفعل ما تحب" " ولكن هذا حلمي/ مطاردة الذهب والعيش في خوف أنك ربما تفشل؟!" توضيح الغاية والانتباه لها يحل الكثير من الإحباطات الخارجية، وماذا لو لم يؤمن مدربه به؟ هل هو يلعب ليؤمن به؟

6- إلهام الآخرين:

وماذا لو لم يشارك في الأولمبياد أو لم يربح الجائزة الذهبية؟ ماذا لو لم توافق عليه لجنة الحكم؟ هل هذا سيقلل من حبه للعب الجمباز أو من أثر رسالته. البقاء مع غايتك الحقيقية أمر جوهري. وأخيراً عندما ساد دان عقله، وتجاوز الإيجو والبرمجات التي فيه، أصبح ملهماً للآخرين، في حديثه مع صديقه الذي جاء يسأله عن نفس التحديات التي واجهها هو في البداية في سعيه لإثبات جدارته، وفي إلهامه للناس في أدائه في الأولمبياد، وفي الكتب التي ألفها للحديث عن التعاليم الروحية التي اختبرها، تعاليم المحارب المسالم.

"يُمكنك أن تتعلّم من كُل شيء"

منصة عصر السلام
0 0 votes
معدّل التقييم
×