تخطى إلى المحتوى

حب الذات

الصديقة الكاتبة: افتخار الزبيدي

حب الذات ينقيك ويصقلك من الداخل قبل الخارج، ولتُحبها عليك أن تؤمن بها بوجودها وكينونتها، ليس بذلك الإيمان الخيالي الذي لا يستطيع عقلك إدراكه، من الجميل أن تتدرج معها وتتجاوز عن هفواتها وتصفح عنها من باب إعطاءها فرصة جديدة للنهوض، يمكنك البدء بالتخلص من بواطن العار في نفسك لذلك ابدأ بتقبلها بكافة عيوبها، وتوسّع لتغفر لها تقصيرها وذنبها وخطأها، وإن راودتك أفكارك في هذه المرحلة ذكرها بأن الله غفور رحيم “ويغفر ما دون ذلك”، وأن التوبة تُكفر الخطيئة وأن باب العفو مفتوح مادام من يرعاك اسمه العفو الغفور. ثم اغسل أحقان قلبك وبؤسك ويأسك أمام اتساع الحياة، وأقنِع عقلك بأن لا يشكي همه إلا لله.

تخلّص من عيش دور الضحية بأن تعقد العزم بتحمل مسؤولية الحياة التي وُضعت لك واقبل بمواجهة اختيارات روحك واسمح لقبك أن ينفض أحزانه ويغتسل من أجل التجدد لأمل الحياة ولرؤية النور بعد كل ظلام وعجز. امضي في طريقك واجعل مخاوفك تتساقط من على كاهلك بتفاعلك مع تجارب الحياة خُض غمار كل تجربة منها بمزيد من التحرر واكتفي بالمراقبة والسماح، وعيك هو سلاحك الأول في معرفة احتياجات تقدمك في الرحلة وشحذ همة نفسك نحو رغبات روحك، آمن واطمأن أن كل احتياجاتك ومقومات رحلتك وُجدت معك منذ ولادتك، هي فقط تحتاج منك أن تلاحظها وتعيد تهدئة أفكارك حتى تتصل بها وتسمح لها بمساعدتك.

وازِن الآن بين كل ما مر في هذه الرحلة “رحلة حياتك” من أجل أن يعلمك حب ذاتك وأن يشكل دوافع همتك، وبين طاقة غضبك وكيف لك أن تحولها بطريقة تشحذ بها همتك في كل مرة، توقف عن الرفض لأنك الآن أصبحت تعلم بواطن جهلك وخطيئتك السابقة، وصارت هي بدورها مؤشرات نحو النجاة في سبيلك. تذكر أن أمانك ينبع من إيمانك بعظمة الحياة في داخلك، واسمح لنورك أن يبدد الزيف الذي قد ران على قلبك.

افتح ذراعيك وتنفس، استنشق عمق الحياة في داخلك وأن كل دروسك السابقة كانت مقومات وجودك وقوتك في هذه اللحظة، انظر لداخلك قبل الخارج، اكتشف مكنوناتك الداخلية، فعّلها وقم بتطويرها وآمن بها، أنت بذلك تزرع بذور الأمان في نفسك بعد أن كُنت قد مهدت تُربتك، ولا تقارنها بغيرها فكل تربة تُنبت نباتاً حسناً بقدر إيمان صاحبها بها واجتهاده على سقايتها بعين رحمته و ينابيع حبه. وعند يقينك وإيمانك بها ستتدفق خيراتها إليك لتنعش روحك في كل مرة، لأنه بذلك الإيمان أنت تجدد إيمانك بخالقك، فلا تغفل عن امتنانك لعظيم نعمه عليه وهذا ما يدفعك لتقدير ذاتك حقاً.

اترك رداً على Mayaserإلغاء الرد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

7 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
إنعام برناوي
إنعام برناوي
2 سنوات

الله على الجمال يا افتخار ♥
شكرًا شكرًا لك

فاطمه 💗
فاطمه 💗
3 سنوات

افتخار فخورين فيك وبقلمك مااجمل حب الذات

مرام الشهري
مرام الشهري
3 سنوات

ممتنين لك افتخار 🤍

لينا الشعيفاني
لينا الشعيفاني
المدير
4 سنوات

حب الذات يبدأ باحتضانها ومسامحتها على أخطائها، شكرا ولا تكفي افتخار لوجود حرفك في منصتك 🙂

هتان
هتان
4 سنوات

موضوع شيق وجميل ومن أكثر المواضيع الصالحة لكل الأوقات. شكرا للكاتبة افتخار

maryam
maryam
4 سنوات

مقال جدا رائع ، حب وسعاده يارب لكل القائمين ع المنصه ❤️

Mayaser
Mayaser
4 سنوات

موضوعك رائع جدا ومثمر بارك الله في وعيك وقلمك.

0 0 votes
معدّل التقييم

اكتشاف المزيد من منصة عصر السلام

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

×