تفكيك الإيجو 3 : البحث عن الشعور بالأمان

1)أن تكون متصل بذاتك على الدوام:

روحك أبدية خالدة، فما هذه الحياة إلا تجربة مؤقتة، إذا تدرّبت على الاتصال بروحك فستخف حدة جدية الحياة بالنسبة لك والشعور بالخطر والتهديد، إذ تدرك أنه حتى بنهاية هذه الحياة فأنت لن تفنى بل ستبقى موجودا. ذاتك الحقيقية دائما في مأمن ولا يمكن أن تختفي أو تنتهي. ينبع البحث عن الشعور بالأمان غالبا من الخوف من الموت، بالاتصال بروحك يخف الخوف من الموت، الذي يعتبر مجرد انتقال من بعد إلى بعد آخر… ينبع الشعور بالأمان الحقيقي من تقبل أن تجربة الحياة هنا هي مؤقتة وغير دائمة، المفارقة أنه بتقبلك للموت سيزيد إقبالك على الحياة لأنه بذوبان المخاوف تزيد قدرتك على الإنجاز وفعل ما تريد، لأن غالب ما يمنعنا من تحقيق ما نريد هي مخاوف في عقولنا فقط توفر لنا شعوراً زائفاً بالأمان، اتصالك بذاتك يوفر لك الأمان الحقيقي بعيداً عن حواجز الحماية المزيفة التي يصنعها الإيجو من مخاوف وقلق مستمر.

2)الامتنان:

دائما هناك رعاية إلهية وحماية محيطة بك، فبما أنك على قيد الحياة وتقرأ هذا المقال الآن، فأنت في نعمة كبيرة من أكل وشرب وتنفس ووسائل اتصال وصحة ومعلومات وعلاقات ….، لكن الإيجو دائما يركز على الشيء الناقص أو المشكلة الحالي ويتناسى كمية اللطف والرعاية المحيطة به منذ أن وُلدت إلى الآن، انقل انتباهك من أوجه النقص في حياتك إلى الأشياء التي توفرت لك من نعم كثيرة وستشعر بالأمان، عزّز ثقتك بالله وافهم القوانين الكونية أو السنن التي تعمل بها الحياة.

3)أوجد غايات ودوافع صحيحة:

تعامل مع الأشياء التي في الخارج والتي تسبب لك شعور عدم الأمان، لكن ليس من دافع الخوف والقلق، بل من دوافع وغايات حقيقية، عوض تنويع مصادر دخلك مثلا لتأمين مستقبلك أو خوفا مما سيحدث، اسعى لنفس الشيء ولكن من غايات حقيقية والتي تعطيك مشاعر مرتفعة كما فصلنا في أول جزء من السلسلة، عوض الهرب من بيئتك غير الآمنة مثلا، تسامح معها وحسّن مشاعرك ثم ضع نية بدافع حقيقي وغاية واضحة، لو تبحث عن علاقة من أجل الأمان حرر المشاعر السلبية أولا ثم انوي العلاقة من غاية صحيحة. والآن، هل مازلت تعتقد أن الأمان الحقيقي يمكن أن يتوفر لك من الخارج؟ أم أنك تستطيع عيشه الآن ولو بشكل متدرج؟!