تخطى إلى المحتوى

كل ما يحدث هو لأجلك

عندما تجلس مع نفسك وتأخذك الأوهام إلى التفكير بحظوظ الآخرين والفُرص والماديات التي يملكونها وأنت لا تملكها، فينتابك شعور منخفض فتشعر بالأسف على نفسك وكأنك محروم من كل هذا، تذكّر مباشرة أنها مجرد فكرة صدقتها، وأنك أنت من أعطى تلك الأشياء قيمتها، لأن من يملكها قد لا يراها ذات قيمة كبيرة كما تراها أنت، لذلك عد لذاتك وتذكر أن ما أنت فيه هو خيار روحك لترتقي وتعلو أكثر وأكثر، وتنفصل عن تعلقاتك وما يجعلك تنخفض.
 
هنا يتجلى الحب الحقيقي، تحب روحك حبًا كبيرًا لدرجة تُحب كل ما يحدث لك في حياتك، لأنك تعلم أنه قد حدث ليجعل منك إنسانًا سعيدًا ومتصلًا ومُبتهجا، لتكون مصدرًا بذاتك للحب أو البهجة أو الوعي، فتأخذ بأيدي الناس إلى النور ليذوقوا حلاوة المشاعر العالية والوعي العالي.

لا شيء سيء يحدث في اللحظة

تعامل مع كل لحظة وكأنها صديقتك وأفضل لحظة ممكن أن تحدث لك، وكما لو أنك أنت من اخترتها، لأنه في الحقيقة أنت من يختار لحظاتك لكن ذاتك المزيفة ترى الدنيا من وجهة نظر قاصرة فتشعر بأن اللحظة التي يحدث بها أمر سيء بأنها حظ عاثر أو نحس وقد تبدأ بحسد الناس الذين لم يحدث لهم ما حدث لك فإن تماهيت معها وصدّقتها غرقت في المشاعر المنخفضة وبالنظرة القاصرة والفقيرة للحياة، ولكن إذا تذكرت أنك أنت من اختار المرور بهذا الحدث وتجربته فسوف تنفصل عن الحدث مباشرة، وستعيشه وكأنك تراه من شاشة التلفاز، فتجرّبه لكن دون أن تغرق فيه؛ ليمر بيسر ولطف ويجعلك ترتقي وتزداد خفة وبهجة.
 
لذلك تذكر دائمًا بأن الحياة تحبك وبأن الأحداث تحدث لك بهذه الطريقة لتصل بك إلى وجهتك بشكل أسرع وألطف وأجمل، ولكنك بمقاومتك لها وتمسكك بمشاعرك المنخفضة تجاه ماحدث لك – أي شعورك بالغضب بسبب ماحدث وتمسكك بغضبك أو كرهك لما حصل ووو – تفقد الحب تجاه الحياة، فتبدأ الأحداث الصعبة بالحدوث لك أكثر لتعيدك للطريق الصحيح الذي يرتقي بك للأعلى، لذلك، ثق بسير الحياة واسمح لسريانها بأن يحدث كما ينبغي له أن يكون، وراقب كل ما يحدث وقلبك مطمئن ومحب لأنك في قرارة نفسك تعلم أن هذا الطريق يملك في نهايته ما تريد وتحب.

دائمًا اختر الحُب

قد يخدمك وضع عبارات في خلفية جوالك أو جهازك المحمول تُذكّرك بأن ما حدث لك يحدث ليجعلك أكثر جمال وسعادة وحب، وبأن كل الحياة تحدث لك لمصلحتك، فتوقف عن إصدار الأحكام على مايحدث، ولا تقل بأن هذا جيد وهذا سيء، بل راقِب وستظهر لك حقيقة الأحداث والأشخاص الذين يمرون عليك كالسحر فتُدرك لماذا حدث كل ما حدث، فتتفهم أحداث الحياة وتشعر بالامتنان العميق لإدراكك أن كل مايحدث ما هو إلا رسائل إرشادية لك في طريقك، وستتيقن بأن كل شيء في هذه الحياة يحدث لك ليجعلك سعيدًا جدًا وليجعل أهدافك تتحقق بأيسر الطرق، تنازل عن مشاعرك المنخفضة ولا تتمسك بها بل تحرر منها ومن الأحكام التي اتخذتها واجعلها تخرج منك بلطف واختر الحب والحقيقة لتتذوق لذة النعيم.
 
إن الحياة ستستمر سواء كنا متناغمين معها أو ضدها، سننعم حال تناغمنا معها وسنتعب حال كنا ضدها، وستظل الأبواب تغلق أمامنا لتعود بنا لمسار الارتقاء الروحي، فلنوفر على ذواتنا العناء والتعب بالتناغم معها لتصل بنا إلى أجمل مما تخيلنا.

نمتنّ لمشاركتنا رأيك..

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

9 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
daliaali28
daliaali28
2 سنوات

رائعة ياحنين.. ممتنين لك

هتان
هتان
2 سنوات

شكرا حنين، فعلا خيارنا التناغم أو المقاومة

Khadijah AlObaid
Khadijah AlObaid
2 سنوات

واو واو امتناااان ع كلماتك وعمق هذا المقال 💜💜💜

ohood kb
ohood kb
2 سنوات

شكرًا لك ❤️❤️

فاطمه 💗
فاطمه 💗
2 سنوات

جميل امتنان لقلمك 👍🏼💕

نوره
نوره
2 سنوات

شكرا على المقاله فكرة التلفاز الهمتني

algoriy
algoriy
2 سنوات

مقال رائع يثري الروح شكرا للحب حنين كل كلمة بالمقال وكانها تعيد الطريق دائما للحب شكرا لك محبتي وامتناني ♥️

Nuha
Nuha
2 سنوات

رائع❤️😍👍شكرا لك

دعاء
دعاء
2 سنوات

ممتنة حنين🌸 ، مقالة رائعة 👏🏻

0 0 votes
معدّل التقييم

مقطوعة الأبعاد العُليا

×