
معيقات التناغم مع الرسالة الروحية
عمار الهوساوي
- سبتمبر 10, 2019

مع مسألة الرسالة الروحية قد يشوبها بعض الأفكار المعيقة ونشأ منها تهرب البعض وتخوفهم من الرسالة، والبعض الآخر عزم على أدائها لكنه يعتقد بأنه لم يصل للحظة المناسبة لأدائها بعد، ومن أجل هذا نشأ التعقيد الذي تسبب بفهم مغلوط عنها، وأبسط تعريف يمكن أن نعرفها بها كبداية هو أن الرسالة شيء تحبه وتؤديه بحب، كأول شعور تتذبذب عليه من خلالها، وبأدائك لما تُحب فأنت تقوم بما ينسجم مع روحك، ويبقيك بمشاعر عالية، وهذا التردد كفيل بكشف الحُجب شيئاً فشيئاً عن دورك الحقيقي الذي أتيت من أجله.
عوامل تحجب التناغم مع الرسالة الروحية
1) وهم اللحظة المثالية:
عندما تكون حاضراً في اللحظة فأنت تسمح لنفسك بالاتصال مع روحك، وذلك الاتصال هو أحد الوسائل التي تبقيك على تذبذب عالي، يمكّنك من التماهي بسهولة مع الغرض الذي أتيت من أجله، والممارسة للرسالة لا تكون في وقت آخر بل تكون هنا والآن بالمتجسد في واقعك حالياً، والمفتاح لتحريك المتجسد الآن نحو رؤيتك هو حضورك باللحظة.
لنبسطها قليلاً، ولنفترض بأن رسالتك هي في نشر الجمال عن طريق الرسومات، لن تنتظر أن تمتلك معرضاً فنياً حتى تبدأ بالرسم، ولتتخيل معي بأن المتجسد حالياً معك هو دفتر تسجل به بعض المواضيع التي تثير فضولك ومجموعة أقلام متنوعة، شعورك العالي وأنت ترسم في هذا الدفتر هو ذات الشعور العالي وأنت ترسم في معرضك وذلك الشعور هو المفتاح وهو اللحظة المثالية، وتحتاج فقط أن تكون حاضراً بكيانك في كلا الموقفين وحضورك أثناء رسمك في دفترك هو السريان الذي سيأخذ بك نحو تجسد اللحظة التي تكون فيها في معرضك، من خلال تعرضك لأحداث ودخولك في علاقات ونشوء الفرص التي تتسق معك، كل لحظة متجسدة الآن تنقلك للحظة التي هناك.
2)صعوبة التوسع في رسالتك الروحية:
ليس عاملاً يحجب التناغم فحسب، فمع استمرار تقليبك للفكرة ستقودك للإحباط، وأيضاً يحاول هذا الاعتقاد أن يجعلك تختار دوراً واحداً وتحاول جعله على مقاسك بشتى السبل مع تجاهل كل التمرحل الذي ينبغي عليك أن تمر به، الرسالة ليست محدودة بدور واحد، تتعدد الأدوار وتنمو وتتسع كل ما ارتقيت أكثر في الوعي وعملت فيها، قد تكون رسالتك نشر الجمال أيضاً لكن من خلال الديكورات المنزلية لا من خلال الرسم كالمرة السابقة، ويكون دورك الأوّلي مثلاً منسقاً لمنزلك وبعدها تبدأ تتوسع فتقوم بتقديم المشورة لعائلتك وأصدقائك، وبعدها تتوسع أكثر فتقوم بإنشاء حساب على وسائل التواصل الاجتماعي لتصل من خلاله لمن يقدّر الجمال في الديكورات وتالياً قد تتوالى عليك الشراكات فتتنقل من شخص ينسق للمنازل فقط ليتسع الأمر فيشمل الفنادق وكل بقعة بها قطعة تمكنك من رؤية الجمال فيها وربما تتوسع أكثر فتدمج التصميم مع التنسيق لتنتقل لشخص يبتكر قطعه الخاصة وينسقها بعناية، وصولاً لتلك المرحلة التي نراك فيها تدمج تصاميم الثقافات مع بعضها لتخلق لناً جمالك الخاص، تتعدد الأدوار وتبقى أنت الشخص الذي ينشر الجمال.
3)تشابه رسالتك مع رسائل الآخرين:
يوجد الكثير من الأشخاص الذي يقومون بنفس رسالتي، ليس هناك من هو بحاجتي، قدرات الآخرين وإمكاناتهم تفوق قدراتي وإمكاناتي سيولّد امتعاضك العديد من الأفكار المشابهة والتي تحجب عنك روعتك وأنت تؤدي رسالتك، أتذكر حين حدثتك عن لحظتك المثالية، هذه اللحظة متفردة ولا يشاركك بها أحد، لا أحد يشاركك نفس سير حياتك واسمك وشكلك وأسرتك ومهاراتك وقدراتك ومواهبك التي قدمت بها بهذا الجسد وعلاقاتك وظروفك التي مررت بها لتصل بها لهذه اللحظة، هذه التركيبة الفريدة لو انطلقت من خلالها ستكوّن فرادتك، أنت مميز لكنك لم تعي بعد، أنت فريد لكنك ما زلت تقارن نفسك بالآخرين، العالم بحاجتك لجعله مكاناً أفضل لكنك ما زلت تزهد في تقديم خدماتك والقيام بدورك، كالذي نشأ في بيئة ريفية وكانت رسالته في إثراء الجمال من خلال العناية بالزهور ورعايته لها، وعلى الطرف الآخر صديقنا الذي اهتم بنشر الجمال من خلال الرسم كان يرسم مناظر خلابة، أُلهم بها من خلال نفس البيئة الريفية.
4)لا أحتاج للرسالة بوجود السريان:
عيش اللحظة يدعم فكرة السريان والتي تنص على أنك أتيت لتعيش المشاعر العالية المبهجة وتعمل في كل ما يجعلك تلامس تلك المشاعر، وعيشك بهذه الطريقة سيجعل الحياة تترتب لك، ومحاولتك للتحكم به مقاومة تعطل سير الحياة، لو تأملت قليلاً ستجد أن الإيمان بالسريان حالة عالية من التسليم، ويحث على التناغم والانسجام مع الحياة ومجرياتها، وبدمجه مع الرسالة فأنت تحقق أعلى ثمرة ممكن أن تحصدها من وجود هنا، الرسالة بمثابة البوابة لتفعيل استشعارك الذي يلعب دور الموجّه لما يتناغم مع روحك، فبدلاً من أن تعيش بدون وعي لوجهتك، تعيش منسجماً مع السريان ومدركاً لكل صغيرة وكبيرة تظهر في طريقك، فلا وجود للتعارض وما دمت تعيش رسالتك فأنت في حالة سريان، والثلاثة الذين اشتركوا في نشر الجمال وإثراءهم انتهى بهم السريان في العمل على أحد المنازل حيث تكفل أحدهم بإبراز جمال الطبيعة من خلال الورود والأزهار داخل المنزل وفنائه والثاني صمم ونسق ديكور المنزل والأخير زين هذا المنزل بلوحاته.
دورنا معاً في عمارة الأرض رائع لو انطلقنا من رسالاتنا وأديناها بحب، وعملنا في إزالة كل ما يعيق تناغمنا مع أرواحنا، من خلال ذلك سننمو وتزدهر معنا الحياة.
المقال جد جد رائع وعميق …ما شاء الله ..سبحان الصانع
المقاله جدا عميقه وفادتني كثير كنت مشتته بس الحين اتضحت لي كثير اشياء امتنان لك
اهلاً فاطمة شكراً لك أيضاً وباذن الله تأدي رسالتك بكل يسر 💗
أكدت أن الرسالة الروحية هي حقيقة وجودك ورمز للعيش الطيب ( السرنديبي ) ، كما أني محظوظه بأدائها بسعة واشكال كثيرة
جميل وأنا سعيد لأجلك 🌷
مقال عميق شكرا استاذ
عفواً 🌷
مقال رائع
شكراً 🌷
هل ترى لو كان عملي هو شغفي سيقابلني فيه بعض التحديات والتعب؟
هل ترى ان صاحب القيم الروحية العالية سيواجه ضغوط من مجتمعه ؟
هل ترى أن السمو الروحي مع الاخرين يكمن في الرحمة والتجاوز؟
أهلاً هدى 🌷
بالبداية أسئلتنا المبدوءة بـ هل تفتح بوابة الإحتمالات لما سيُتبع بعدها وتساهم بشكلٍ ما، بأخذنا للمسار الذي يتجسد فيه هذا الإحتمال .. طبعاً بعد تركيزنا على الإحتمال وليس مباشرةً.
السؤال الأول: – من الممكن – وهذي التحديات بمثابة فرص نمو وتطور لك
السؤال الثاني: الأمر ليس في القيم الروحية العالية فحسب، بل أيضاً في إيمان مجتمعه بالقيم التي يؤمن بها، فإن توافقت قيمه مع قيم المجتمع فستنخفض الضغوط وتقل بشكل كبير، بينما لو كان العكس فقد يواجه منهم بعض المقاومة.
السؤال الثالث: حضور الرحمة والتجاوز عن الآخرين هو أحد مظاهر السمو الروحي.
رائع واكثر من رائع شكرا
انتظر منك مقال عن التسليم بكل حب
شكراً على الإقتراح نبض 🌷
شكرا عمار ، كل ماظهر لي احد ممارس لنفس رسالتي اعمل معه حشد طاقي وابارك له ! بس قبل اعمل تحرير لمشاعر الغضب و الغيرة لاني مستجده على التحرير واقتنص الفرص لعمل ذلك ..
بالتوفيق لك إبتهال 🌷
جميل جميل جدا ملهم ورائع سلمت اناملك
الله يسلمك حنان 🌷
رائع ياعمار شكرا لك
مقال عميق تبارك الله بلغة سلسة وبسيطة
عفواً حنين 🌷