القوة الحقيقية هي أن نتجاوز الأشياء وليس أن نكبتها، فعندما نجعل الشيء يمر بنا فإننا نتخلص من جميع الشوائب التي يحملها ويبقى النقاء الذي نريده. ولكن إذا احترنا نسيانه فسنكبته بكامل مشاعره وأحداثه، سنعيش فترة وجيزة نظن أننا تجاوزناه بينما نحمله معنا في اللاوعي دون أن نعلم وبين فترة وأخرى يُفتح ذلك الجرح من جديد بمجرد رؤية ما يُذكرنا به ونعود لمحاولة تجاوز الموقف بينما في الحقيقة فقط نُقفل عليه لفترة من الزمن.
إذا أردنا أن نتخلص من موقف معين فلندع كل شيء يمر بسلاسة، بأن نعيش كامل ضعفنا وحزننا وانكسارنا حتى وإن طالت المدة الزمنية فبعدها سنخرج من التجربة خالين من الأحزان، وخلال تلك الفترة سنبدأ بمحاورة العقل الواعي أننا قد نمر بمواقف نشعر بها بالضعف وعدم القدرة على التخلص من تجربة ما ولكن الواعي منا هو الذي يخرج منها بفائدة وعدم كبح ذاته في قوقعة الظلام الدامس ويبدأ بالسؤال ماهي الأشياء الجيدة في تلك التجربة والأشياء السيئة؟ مالذي استخلصه من تجربته؟ لماذا وقعت في هذا الخطأ أو هل سوف يتكرر معي في المستقبل؟ مالذي يجب أن أُغيّره عندما أخوض تجربة أخرى؟ هل المشاعر السلبية التي أحملها معي ستفيدني في المستقبل أم لها تأثير سلبي على حياتي النفسية والاجتماعية؟ بعد الإجابة على تلك الأسئلة يبدأ في تلخيص فكرة معينة تساعده على تجاوز الحدث، وبمجرد التفكير فيها سيبدأ العقل بتسجيلها ومع التكرار يبدأ بالتخزين ثم بعد ذلك تكرار الفكرة مع الإحساس بها يحدث الوعي فيتبعه تصرفات واستجابة للعقل اللاوعي فيتخلص من الشوائب ويحمل معه الفائدة من التجربة.
” فلندع كل شئ يمر بسلاسه ”
بعد ان كان من المستحيل التخطي والنسيان اصبح الوضع يمر وكأنه شي لم يكن فالتجاوز راحة للروح.
أبدعتي بكتابتك راق لي جدًا تسلسل المقال
ننتظر جديدك القادم بكل شوق ياجميلة 💛 💛