
الحياة المثالية
لينا الشعيفاني
- فبراير 7, 2020

يحلم الكثير بعيش الحياة المثالية وكلٌ له تصوره عنها، فالأول يراها في الانضباط بالمواعيد والأنظمة، والثاني يراها بحصول الجميع على حقوق متساوية في التوظيف والأموال والفرص، والثالث يراها في اكتساب الجميع للعلوم والمعارف والأخلاق التي تجعلنا نتعايش في مجتمع مهذب (الإعجاب في تجربة أخلاق اليابان نموذج أو المدينة الفاضلة لأفلاطون).
حقيقة المثالية
المثالية موجودة دائماً وأبداً، هي ليست شيء غير موجود لنسعى لإيجادها أو خلقها كالأمثلة السابقة، الحياة مثالية بطبيعتها، تُدرَك المثالية في وعي السلام 600 هاوكينز، في هذا المستوى من الوعي نرى الحياة مثالية فعلا، لا نحتاج للكثير من التوجيهات وإصدار الأوامر ويجب ولا يجب، لا نحتاج لفضح مخططات الآخرين وأجندتهم، لا نحتاج لتبنّي نظرية المؤامرة، أو أن الآخرين أفضل منا أو أقل، لا نحتاج للمقارنة، لا نحتاج للتفكير المستمر بإعادة تنظيم الحياة، فالحياة هي كما هي، مثالية في اللحظة الممتدة.
لا يوجد شخص لم يحصل على وظيفة أو فرصة وهو واعي لمعيقاته وقام بحسمها، لا يوجد شخص سُرق إلا باختياره اللاواعي أو الواعي، لا يوجد شخص لم يختار أساسا، مهما بدت الحياة عشوائية وفيها من الانتهاكات ما فيها، فهي مثالية تماماً لأنها تسير دوماً وفق اختيارات البشر، والأرواح.
هل أتخلى عن أهدافي؟
بالطبع لا، في حال أنك ربطت المثالية بالتخلّي عن الأهداف والعيش بما يُفعّله جذبك دون طلب الأفضل فهذا خيارك الشخصي، وهو لا يُنافي المثالية، كما أن طلبك لأهداف أيضا لا يُنافي المثالية، بشكل آخر، المثالية ليس لها ضد لأنها حقيقة مكتملة وليست زيف ليتم نقضها.
المثالية هي رؤية، هي وعي، فحتى طلبك لهدف جديد هو من المثالية إن رأيته كذلك، ومن التحفيز إن رأيته كذلك، ومن الانسجام إن رأيته كذلك، ومن الإدراك إن رأيته ذلك، ومن الحب، البهجة…….. الخ، هذه مستويات وعي ترى المثالية من مستوى تمددها الحالي حتى تكتمل المثالية الحقيقية في مستوى وعي السلام.
السؤال الآن!
لو كنت تطلب أو تنادي بالمثالية، أو ترى صحة مُطالبيها، أو ترفضهم، فما دافعك من ذلك؟ ما شعورك؟
خاصةً حين عرفت الآن أن المثالية موجودة أصلاً، فبماذا أنت مُنشغل؟ قد يظهر معك أنك أفضل فهماً وعلماً (شعور إزدراء وفوقية) مثلا، أو يظهر معك رأي بأن الآخرين مزعجون لذلك يجب تقييدهم، أو ترى أنك تحصل على أهدافك كترقية في العمل حين تلتزم تماما بالوقت في الحضور والتسليم والأداء.
ما مفهوم المثالية بالنسبة لك؟ غالبا ستجده مفهوم غير حقيقي ويستنزف منك طاقتك.
“المثالية ليس لها ضد لأنها حقيقة مكتملة وليست زيف ليتم نقضها”
الكثير من الاختصار والراحة
امتنان لمعلمتنا لينا
شئ مريح
معرفة ان كل شئ في مكانه المناسب في وقته المناسب
شكرا🌺
كنت سابقا ابحث عنها بلا معنى وبعدها اقتنعت انها غير موجوده فنحن بشر .. مع كلماتك اتضحت لي صورة ممتنة لروحك لينا🙏🏻❤️
الحياة مثالية شئنا ام ابينا.. انخفضنا او ارتفعنا..
مثاليه تخدمنا في الارتقاء ..
حتى الي بعيد عن نور روحة.. وضعه مثالي ويخدمة وبيجيه يوم ويتنور.. يمكن مافي وقت يتنور.. ماعليه بترجع تتجسد روحة ويتعلم
كل شئ له حكمة له مغزى له سيناريوا وكل شئ في وقته ..
شكرا يالينا .. احس المقال اعمق بكثير وكل سطر وراه شئ لذيذ ويشهي للوعي به، راح ارجع اقراءه بعد ما اتأمل ..
احبك ❤️
جميلة جدا المقالة وعميقة ومليئة وضوح، وحقيقة أرى مداخلة الكاتب يونس متسقة مع المقالة وإضافة رائعة، ومناسبة لكونها مداخلة هنا، حيث يقول أنه: “هناك مثالية الايجو في شكل قوالب
و هناك المثالية الروحانية انه الواعي لا يزعل مثلا أو العكس انه يزعل ليثبت انه انسان مثلنا 😂
و هناك المثالية بمعنى الحكمة و راء كل شيء ، و انه الحياة تعطيك ما يناسبك بالظبط حسب استحقاقك
و هناك المثالية بمعنى الكمال و هي من مستوى السلام 600 💫”
شكرا لك لينا والشكر موصول للكاتب يونس والكاتب عمار على المقالات التنويرية 🌹
“الحياة مثالية بطبيعتها” “الحياة كما هي، مثالية في اللحظة الممتدة” عبارتان تُستشعر لتُدرك.
والمقال بقدر بساطته الا انه عميق ويوضح لنا أموراً كثيرة من بينها أننا نهدر طاقاتنا في محاولة لإعادة ما هو مرتب ومنظم في حين أن من الوضوح أن نعي ما لنا ونقوم به.
مقال رائع كروعتك لينا 💗
شكرا للوضوح والراحة التي في المقال 🌷