
موانع تأدية الرسالة الروحية
عمار الهوساوي
- يناير 11, 2020

اكتشاف الرسالة ومعرفتها تعني تأديتها بوعي ويسر، ولكن قد يصاحب ذلك بعض الأمور التي تعرقل ذلك بالشكل بالمطلوب، هنا خمسة أفكار معيقة:
1- قصور في فهم ماهية الرسالة
ذلك قد يكون ثمة قصور بعض الشيء في فهم الرسالة الروحية مما يؤدي إلى صعوبة تأديتها على أرض الواقع بشكل عملي، فالرسالة هي الأثر المتروك منا في الآخرين من خلال تأديتنا لعمل ما بشكل خدمة أو مُنتج، ويشمل ذلك الأثر الأرض ومن عليها، هي ثمرة كالبصمة خاصة بنا يلمسها كل من رأى ما قدمناه، وأما الروحية فوصفت بذلك لأنها متعلقة بأرواحنا التي اختارت خوض هذه التجربة، فروحك لديها بصمتها الفريدة التي تريد إيصالها من خلال عيشها هذه التجربة التي تمر بها الآن، ولأنها رسالة روحية فلديها ارتباط وثيق بالقيم السامية العالية كالمحبة والتسامح والتشارك، وتختلف القيم باختلاف الأرواح والرسالات، دائماً ما يوجد بها أنا والآخر والأرض، كذلك ترتبط أيضاً بالثمرات فتأديتها لا تؤدي لحدوث أضرار على الفرد والآخرين بل خيرها بازدياد وكلما أداها الفرد توسعت هذه الثمرات ونمت، وثمرتها ليست متعلقة بالفرد وحده بل شاملة وتعم الجميع.
استشعر بداخلك كل الأمور التي تود التعبير عنها بحرارة ومحبة من أعماق قلبك وترغب بمشاركتها مع الآخرين، فهي الشيء الذي أتيت من أجله.
2- عدم الإيمان بالرسالة
من الأمور التي تمنع من أداء الرسالة عدم الإيمان الكامل بالرسالة الروحية أتى ليقوم بها ويقدمها لذاته وللأخرين، عدم الإيمان يقوم بجلب كل الأفكار التي تعقد تأدية الرسالة وتعيق حدوث الحضور القلبي من اتصال الشخص برسالته، وتثير بذهنه كل الأفكار التي تجعله في حيرة من أمره، وللتعامل مع هذه المسألة من الجيد ملاحظة الحالة التي ندخل بها حين نعمل في الرسالة حالة المحبة والتواجد باللحظة، وباستمرار ملاحظة هذا الأمر نسرّع من عملية حدوث الإيمان الكامل بالرسالة بالإضافة لملاحظة الأثر المتروك من تأديتنا للرسالة سواءً أكان هذا الأثر في النفوس أو في الخدمات والمنتجات.
3- الشك بالرسالة، هل هذه فعلاً رسالتي؟
حين تشك برسالتك، تأكد من أحد أمرين، إما أنك خائف من تحمل مسؤوليتها أو أن لديك تصورات خاطئة عن تأديتها كأن تتخيل أنك ستُصبح شخصاً رحالاً ذا أعمال واسعة مثلا فتشعر بالفتور تجاه الصورة المثالية البعيدة عن وضعك الحالي، أو الحالة الأخرى أنها فعلاً ليست رسالتك! نهتم هنا في أن يؤدي الجميع رسالته الروحية.
أما الشك كفكرة، فيساعد في التعامل معها نقاشها وحسمها بشكل تدريجي مع الانتباه لعدم ضغط الشخص على نفسه كي لا يعقد الأمر أكثر ويأخذ الأمور ببساطة وروية، وأما عن الثقة فهي موجودة ولكنها غابت حين حدث الوعي بالرسالة لأننا وبشكل فطري نؤدي الرسالة وكنا حينها بكامل ثقتنا، لكن ما إن أصبحت حاضرة في وعينا وأذهاننا تحول الموضوع وأثيرت بالداخل بعض الأسئلة غير الحقيقية، حسمها يعيد الثقة والاتزان.
4- التشتت
قد يعيق تأدية الرسالة قيام الشخص بتقسيم جهوده لأكثر من جهة وأكثر من دور في نفس الوقت فيفقد بذلك الطاقة التي كانت ستساعده في تثبيت دوره في رسالته وأداءه بشكل قوي، لذلك من الأنسب البدء بالدور الذي يتناسب معنا حالياً بدلاً من السعي وبناء اتجاهات وأدوار جديدة تشتت الطاقة والتركيز وتؤخر من عملية النضج في الرسالة، وأياً كان هذا الدور أو المهارة طالما أنها تعبر عن الرسالة فهذا يكفي، ومع الوقت قد يتسع الشخص أكثر ويؤديها بأشكال مختلفة.
5- لابد من وجود ترتيب معين لأداء الرسالة
ما زال هناك معتقد عند من اكتشفوا رسالاتهم أنهم بحاجة لترتيب معين أو شيء ما حتى ينطلقوا ويبدأوا في ممارسة رسالاتهم الروحية في الحياة، متناسين تماماً أنهم يمارسونها أساساً لكنها لم تكن تطبق على شكل عمل منظم أو منتجات تُقدم، فالمسألة هي في العملية الانتقالية التي حدثت في ممارسة الرسالة وليست في الرسالة بحد ذاتها، يساعد كثيراً في تخطي هذا المعتقد تذكر أن الرسالة شيء معنوي بإمكان الشخص إسقاطه وتقديمه على كل الأشكال التي تسمح له بالتعبير عن الرسالة وليست محددة بإطار وشكل معين، كالأمثلة التي تناولناها في المقال السابق عن بعض معيقات التناغم مع الرسالة الروحية حول من كانت رسالتهم في الجمال، فالوسيلة التي يعبر فيها الشخص عن الجمال ليست واحدة ولا تُؤطر وتُحدد ويُلزم بها الشخص، وعلى العكس من ذلك هي تتطور وتتوسع بالممارسة أكثر من الوضع الذي اكتشفنا فيه هذه الرسالة، ابدأ بالوضع الذي اكتشفت فيه رسالتك ولا تنتظر وصولك لحالة أو مرحلة معينة وكل حالة أو وضع معين في الرسالة أنت تستحقه ستصل إليه.
شكراً استاذ عمار 💜💜
جمال وحب متدفق عمار شكرا لك
مقال جميل عمار ، شكرا لك
عفواً سارة 🌷
ممتن عمار على المقال التحليلي الرائع
شكراً عاصم 🌷🌷
👌رااائع
جدا كلامك واسلوبك يا استاذ جدا منطقي وعميق ضوأجبت على كل أسألتي جزاك الله خيراً
شكراً فوزية 🌷
شكرا عمار على المقال الواضح و اللطيف 🙏
عفواً يونس 🌷🌷
فكرة الشك بالرسالة موجودة فعلا، والشك يكون نابع غالبا من عدم فهم الرسالة أو تلقيها بشكل منقوص، الوعي والتوسع بها سيفيد الشخص، شكرا كاتبنا عمار لجمال حرفك ووعيك..
صحيح لينا الوعي والتوسع بها كفيل بحسم الشك،، عفواً 🌷🌷
مقال عميق 👌🏻
شكرًا عمار 🙏🏻
العفو ريهام 🌷