تخطى إلى المحتوى

مستوى علاقتك بالحياة

مستوى علاقتك بأي شيء يتحدد من خلال مشاعرك تجاهه، فكيف تشعر تجاه الحياة؟

الكاتب: يونس - مدون بمنصة عصر السلام

التسامح

علاقتك بالحياة قد تكون إحدى أهم العلاقات في حياتك و في تحديد مستوى وعيك ، سبق و شرحنا في مقال (شعور الاستهداف ولماذا أنا بالذات؟) أنه لا شيء يستقصدك أنت بالذات كشخص، كتطبيق لهذا المفهوم قم بتحديد و استكشاف مشاعرك السلبية تجاه الحياة وابدأ بالتخلي عنها، سواءً كانت مشاعر ذات كثافة حسية عالية أو كانت معتقدات عن الحياة أنها مكان قاسي أو ظالمة أو لا مبالية مثلا … قد يساعدك في ذلك تشبيه علاقتك بها كعلاقتك بشخص ما، لو كانت الحياة شخصا يقف أمامك الآن كيف ستشعر تجاهه، ماذا تريد أن تقول له؟
هذه كلها مشاعر أنت تشعر بها والحياة ليس لها أي علاقة بها، حرر.

المؤاخذات والإسقاطات

انتبه للشعور الملازم لك أنه هناك شيء ليس في مكانه، فقد تشعر أنه لو كانت الحياة تعمل بطريقة صحيحة لحصل لك كذا و كذا، أو أنك تستحق الأفضل لكنك لم تحصل عليه، فتشعر بالغضب تجاه الحياة مثلا…
مرة أخرى يمكنك تخيل الحياة كشخص، لو كنت في علاقة مع شخص تحبه وأنت عندك قائمة طويلة في عيوبه وأنه يجب عليه التغير من أجل ارضائك أو أنك تُحمّله مسؤولية فشلك ومشاعرك المزعجة، كيف ستكون مستوى العلاقة بينكما؟ كيف ستكون ردة فعله تجاهك؟ سيشعر بالنفور منك صحيح؟!
قد يكون لديك برمجة غير منتبه لها أنه يجب أن يكون هناك شيء خطأ في الحياة حتى تستمتع باللوم وأنه دائماً هناك شيء خاطئ في الخارج و في واقعك، فمهما كانت حياتك جيدة قد تشعر أنك يجب أن تجد فيها عيبا ما، قُم بتفكيك هذا المعتقد إن وُجد وتخلّى عن رغبتك الدائمة في لوم شيء ما في واقعك أو في الحياة.

التمرس على مستويات أعلى

من المهم أن ترفع مستوى مشاعرك غالب الوقت تجاه الحياة، لأنك طبعا كإنسان مهتم بوعيه فإن إحدى أهم الاهداف بالنسبة لك هو رفع مشاعرك غالب الوقت، فلو كنت تشعر بالتفاؤل 310 هاوكينز لماذا لا تشعر بالغفران 350 هاوكينز مثلا؟ دائما هناك أحسن و أجمل فلا تحد نفسك بمشاعر معينة
يمكنك الإستعانة بإحدى الطريقتين التاليتين من أجل رفع مستوى نظرتك للحياة (وعي) أو شعورك اتجاهها (ذبذبات):
الطريقة الأولى: نحن دائما نرى الحياة من مستوى نظرتنا نحن ونظن أن هذه هي حقيقتها، لكن الحياة في حقيقتها ليست كما تبدو لك، ويمكنك الرجوع لجدول مقياس هاوكينز ورؤية كيف تختلف نظرتك للحياة على حسب مستوى وعيك، قد تكون تعيش مع شخص ظروفا متشابهة لكن نظرتكما للحياة تختلف تماما، لذلك لا تتمسك بنظرتك الحالية للحياة لأنه دائما هناك أعلى منها،تستطيع أن تسأل نفسك هذا السؤال: لو كنت أنظر للحياة في مستوى الحكمة (أو أيا كان المستوى الذي حددته و تطمح له)، كيف سأراها؟ أو كيف ستكون حياتي؟ قد تظهر لك صور أو أفكار أو مشاعر، ابدأ بالتمرس عليها تدريجيا هنا و الآن و ليس لاحقا في المستقبل.
 
الطريقة الثانية: أن تسأل نفسك: ما الذي لو تغير في حياتي وواقعي ، حينها سأرى الحياة من مستوى القبول؟ (أو أيا كان المستوى الذي تطمح له)، ابدأ بوضع الملامح العامة للحياة التي لو حصلت عليها لشعرت بهذا المستوى، أيا كان ما تريد الحصول عليه أو عيشه.
والآن هل يجب فعلاً انتظار هذه الأشياء كي ترفع من مستوى نظرتك للحياة؟ أم أنك أنت من يتحكم بمستوى نظرتك ومشاعرك تجاهها، إن الوعي باعتباره مصدرا لا يعتمد على أشياء خارجية من أجل تحقيق مشاعر ما، في العمق الخارج لا يمكن أن يكون سببا للداخل إلا بشكل مؤقت، فالمال ليس سبب الشعور بالغنى، لأن الغني هو غني حتى لو لم يمتلك المال، العلاقات الجيدة ليست سبب الشعور بالحب، لأن المحب هو مُحب حتى لو كان وحيدا، وهذا لا يعني التخلي عن الماديات مثلا أو أننا لا نسعى لتحقيق الأهداف، الفكرة فقط أن الوعي هو مصدر ولا يحتاج الشيء الخارجي، مثلما تجد شخصا حزين طوال الوقت، أو مثلما أنت الآن متفائل مثلا بدون سبب لأن هذا مستواك العادي، كذلك هو الحكيم أو المحب، تدرّب على الإستغناء عن شروطك الخارجية حتى تشعر أو ترفع من نظرتك للحياة، أنت من يحدد كيف يريد أن ينظر للحياة و ليس الواقع هو من يفرض عليك نظرة محددة .

أنت المستفيد

الشعور الجيد تجاه الحياة ليس منّة منك أو من أجل الحصول على شيء معين، بل أنت المستفيد الأول من ذلك كمجرّب لكل هذه المشاعر العالية، أيهما أفضل، تتقبل أم ترى الحكمة في الحياة؟ أيهما أفضل، أن تحب أو أن تبتهج؟ دائما الأعلى أفضل ومريح أكثر، على حسب استطاعتك طبعا، تذكر أن كلامي ليس دعوة للتصنّع أو خداع نفسك بشيء عالي ثم تشعر أنك دخلت دوامة، التدرج من الوعي.

0 0 votes
معدّل التقييم

نمتنّ لمشاركتنا رأيك..

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

26 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
محمد الرشيد
محمد الرشيد
2 سنوات

الله يسعدك على المقال الرائع

هند العسري
هند العسري
2 سنوات

شكرا على هذا التنوير… مقال جدا مهم كالعادة… ساعدني على تقبل الحياة و تفهمها في مرحلتي الحالية… 🌹🌹كل الامتنان و الحب 💚💚

Maysaa
Maysaa
2 سنوات

كثير مممتنة للمقال اللطيف مليان حِكم تخلينا نفهم الحياة بشكل مختلف 💕🌸

Nuha
Nuha
2 سنوات

شكرا يا يونس شكرا 💗💗💗💗💗💗 الحمد لله عليك

Muneera Alhajeri
Muneera Alhajeri
3 سنوات

مقاله عميقه جدا

k
k
3 سنوات

عمممق .. امتناااان

ronaaak1990
ronaaak1990
3 سنوات

عمييق ومؤثر شكرا

bedoalotaibi5
bedoalotaibi5
3 سنوات

مقال يكشف ذاتك أمامك رائع جدا

💖✨ Dina ✨💖
💖✨ Dina ✨💖
3 سنوات

Woooooow🙏🏻💖 grateful for having you in our plant 💖💖

لينا الشعيفاني
لينا الشعيفاني
المدير
3 سنوات

يونس.. أنت السهل الممتنع في التنوير والإدراك..
محد له عذر بعد هالمقال ما يرتفع بالوعي 🙂

Rayan Alamri
Rayan Alamri
3 سنوات

عمييق

مشاعل السفر
مشاعل السفر
3 سنوات

المقال جدا عميق و يوسع الإدراك ، قرأته أكثر من مرة

” انت من يتحكم بنظرتك ومستوى مشاعرك تجاه الحياه بدون مؤثرات خارجية” كل المسأله تمرس على المستوى التالي

شكرا لك كاتبنا

نوف
نوف
3 سنوات

كل نقطة اعمق من الثانية👌🏻 شكرا لهذا النور، بعض السطور تقرا كم مره من جمالها🌿

nadjtl71
nadjtl71
3 سنوات

كاتب محنك، مقالات في قمة العمق والروعة شكرا لك استاذ يونس

عمار الهوساوي
عمار الهوساوي
3 سنوات

معاملة الحياة من منظور علاقتنا بها ورؤية المشاعر التي ستظهر خطوة يسيرة وعميقة جداً للتحرير وكذلك الطريقتين المستخدمة في التمرس على المستويات العالية موسعة للوعي وترفع الذبذبات حين تمارس بشكل فعلي 👌🏾
شكراً يونس اختصرت الكثير في الارتقاء بالوعي 💗

هتان
هتان
3 سنوات

‏المقالة عميقة وعظيمة وحقيقة قرأتها للمرة الثالثة بمتعة ممتدة، فيها جماليات ومستوى عالي. ‏في الجانب الآخر أعجبت كثيرا بالفنيات وأقصد الاستدراكات بعد كل فكرة، هذه الطريقة بطلة وعميقة وتجعل القارئ أمام خيارين الموافقة التامة أو الرحيل النهائي لا مكان للحياد ونسبية التردد في التصديق والإيمان. شكرا للكاتب يونس عل مقالاته النيرة وجهوده التنويرية المباركة وللمنصة عل ما تبذله من أعمال واعية

مقطوعة الأبعاد العُليا

×