التخلّي أولاً
الصديق الكاتب: صالح الطويان
- أبريل 12, 2020

في أحيان كثيرة يكون الإنسان على دراية بما يجب عليه عمله، على دراية بما ينفعه، على دراية بما يحتاجه، ومع هذا يعجز عن تنفيذه! أو أنه يفشل بالاستمرار عليه.
هذه المشكلة تصيب أكثر مَن يريدون تغيير نمط حياتهم، أو مَن يريدون إضافة عادات إيجابية لتحسين جودة حياتهم. في هذه الحالات غالبًا يكون الخلل بشيء واحد فقط، وهو أن الشخص يقوم بالإضافة قبل التخلي، يقوم بإضافة العادات الإيجابية قبل أن يتخلى عن العادات السلبية.
لن يستطيع شخص أن يضيف لجدوله عادة جميلة مثل القراءة، وهو معتاد على مشاهدة الأفلام والمسلسلات، ولن يستطيع شخص الاستمرار على ممارسة الرياضة، وهو معتاد أن يمضي يومه مستلقيًا طوال الوقت. الذي اعتاد على الأفلام والمسلسلات، سيقرأ صفحات معدودة من كتاب ثم يمل القراءة ويرغب بمتابعة شيء يمتعه ويروّح عن نفسه. والذي اعتاد على الاستلقاء طوال الوقت، سيمارس الرياضة مرة، وفي المرة التالية سوف يفضل أن يبقى مستلقيًا ومستريحًا.
في هذه الحالات الإنسان يحتاج أن يتخلى أولًا، يحتاج أن يزهد بأشياء، بدل أن يضيف أشياء، في كثير من الأحيان النجاح يحتاج إلى الزهد بأشياء والتخلي عنها، لأنك ببساطة لن تستطيع إضافة عادات جديدة إيجابية وجدولك ممتلئ بعادات سلبية أو عادية، الزهد يبدأ بالرغبة بالتغيير والتخلي عن نمط الحياة الحالي واستبداله بنمط الحياة التي تريد، بعد الرغبة، تذهب إلى خالقك وتلتجئ إليه: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِين}، تذهب إليه وتخبره بمناجاة لطيفة بأنك تريد التخلي عن كل شيء اعتدت عليه، وتطلب منه أن يجعلك تميل للأشياء التي تنفعك.
تخلّى واجعل الدافع من التخلي هو أن تكون إنسانًا أفضل لأجل ربك، ثم لأجل نفسك، تخلى وأنت تستحضر حديث النبي ﷺ: ”مَن ترك شيئًا لله، عوَّضه الله خيرًا منه”. بعد هذه المناجاة: لا تفعل شيئًا سوى أن تتنفس، أغمض عينيك وتنفس بهدوء وسكون، وانظر بعدها كيف أن نفسك ستبدأ بالميل لما ينفعها وما هو خير لها.
الخلاصة:
أن التخلي “أوَّلًا”
وأن الطريق إلى أن تكون شخص أفضل:
”هو أن تزهد بالشخص الحالي الذي بداخلك”
وترغب بشخص آخر، له اهتمامات أخرى، ونمط حياة آخر.
شكرًا لمشاركتنا هذا المبدأ الجميل و المفيد جدًا.. حقيقي هذا شي لازم الكل يعيه.
الانتباه للسلوكيات واستبدالها بأخرى شكل من أشكال التدرّج بالوعي، سلمت يمينك 🙂
مقالة جميلة وفعلا التخلي قبل وفي التخلي تجلي . شكرا للكاتب