
كيف تستكشف وتتعامل مع قناعاتك السلبية
يونس - مدون بمنصة عصر السلام
كاتب تنويري
- يوليو 18, 2019

يحمل غالب الناس معتقدات وهمية كثيرة عن أنفسهم وعن الحياة وعن كل المجالات تقريبا، البعض لا ينتبه لزيف ما يعتقده، والبعض الآخر لا يعرف كيف يتعامل مع ما يعرف أنه وهمي، إذا كنت لا تعرف ما هي معتقداتك المزيفة يمكنك استخراجها بأن تسترخي قليلا وتكتب كل ما تعتقده عن موضوع ما، مثلا:
نظرتي للحياة أنها كذا كذا..
نظرتي للجنس الآخر أنهم كذا كذا..
نظرتي للوزن الزائد بسبب أنني كذا كذا..
نظرتي لنفسي أنني كذا كذا..
واسترسل في كتابة أي شيء يظهر لك حتى لو كان غير منطقي.
قبل أن أشرح لك كيف تُحرر معتقداتك المزيفة، لابد أن تدرك أهمية ذلك، فتأثير المعتقدات على حياتك ليس تأثيراً ثانويا أو شيئا يُستهان به، إذ أن المعتقدات تشكل نظرتك لكل شيء، وعن طريقها أنت تتعامل مع نفسك والآخرين والحياة ومنها تنشأ سلوكياتك وأفعالك، فبتغيير معتقد رئيسي لديك أنت تقدر على إحداث تغييرات كبيرة في حياتك اليومية، طبعا الحديث هنا عن المعتقدات السلبية فلو استخرجت معتقد عن نفسك أنك جميل فلا داعي أن تتحرر منه.
طرق التعامل مع المعتقدات
الطريقة الأولى، النقاش المنطقي:
فتبدأ في ملاحظة نسبية المعتقد بدلاً من تعميمه بشكل مطلق، مثلا هناك معتقد معروف أن من يتعرض للبرد يصاب بالزكام، قد تلاحظ أنه لا يعمل مع الجميع وأن كثيرين يتعرضون للبرد ولا يصابون بشيء، أو مثلا لديك معتقد أنك فاشل، هل أنت دائما فاشل؟ أم تفشل مرات وتنجح مرات؟ أو مثلا تعتقد أن الحياة لا تحبك أو أنك غير محظوظ، عندما تبدأ في رؤية نسبية هذه المعتقدات وأنها ليست صحيحة 100% ستلاحظ أن المسألة كانت فقط في توجيه الانتباه، فأنت كنت منتبها فقط لما يعزز معتقدك الخاطئ، بتوسيع انتباهك ستكشتف أنه نسبي جدا وأنك كنت فقط مركزاً على أمثلة محددة تدعم بها معتقدك.
الطريقة الثانية، الاستشعار:
حوّل معتقدك إلى شعور، واشعره، تحدثنا كثيرا عن المشاعر والتحرر منها في المقالات السابقة، فلو كنت تعتقد أن الحياة ظالمة، استشعر ذلك، أو تعتقد أن شيئاً ما يجلب لك الحظ السيء، استشعر ذلك، غالب المعتقدات جذورها مشاعر سلبية، باستشعارك لها تزول بسرعة.
اعتمد الطريقة الأسهل لك لكل معتقد يظهر لك، سواء النقاش أو الاستشعار.
3 نقاط تسهل عليك تفكيك معتقداتك
1.أنت لست مجبرا على معتقدك السلبي
لماذا تشعر أن المعتقد مفروض عليك كأنه لا يمكنك تغييره؟ أنت شيء ومعتقداتك شيء آخر، مثلما قلنا في مقال سابق أنك لست مشاعرك، وأنت لست معتقداتك أيضا، إذا لم يعجبك معتقد ما، يمكنك ببساطة حذفه واختيار معتقد آخر يخدمك.
2.الواقع ليس مصدرا حقيقياً للحقائق
كيف تتكون المعتقدات غالبا؟ إما برمجة تلقيتها من الآخرين أو من ملاحظة الواقع وبناء معتقدات مما تشاهده في حياتك اليومية، لذلك ما يمنع الكثيرين من تغيير معتقداتهم هو تساؤلهم: كيف أنا واقعي هكذا وأنت تطلب مني إنكاره وتبني معتقد وهمي لا علاقة لي به؟
لكي تتضح لك الفكرة أكثر، فلنفترض أنك تملك معتقد عن نفسك أنك جبان، ولا تستطيع مواجهة الآخرين بما ترغب أن تقوم به أو أن تعبر عن رأيك بطلاقة، ودائما تتعرض لمواقف تثبت لك معتقدك عن نفسك، ولكن من صنع هذا المعتقد؟ لا يوجد شخص وُلد وهو جبان، أو وهو سريع الغضب الخ، هذه أشياء مكتسبة أنت سبق وصدقتها عن نفسك لذلك دائما الواقع يؤكدها لك باستمرار، لذلك كن أنت مصدرا لصورتك عن ذاتك أو للمعتقدات المريحة لك، بدلا من الاعتماد على الواقع لتبني معتقدات غير مناسبة.
3.التفريق بين المعتقدات الصحيحة والمزيفة
هناك معياران رئيسيان للتحقق من صحة معتقد ما:
أولا المعتقد الحقيقي تصاحبه مشاعر مريحة، يُشعرك بالانسجام والمحبة أو أي مشاعر مريحة بالنسبة لك.
ثانيا المعتقد الحقيقي لا يحتاج تبرير أو دفاع أو تشكيك، إذا وجدت نفسك تبرر أو تبحث عن دليل أو تخاف النقاش حوله فغالبا معتقدك سلبي وغير حقيقي، الحقائق دائما تكون مريحة.
الحقائق دائما تكون مريحة وتشعرك بالانسجام
لا تجبر نفسك على تبني معتقدات إيجابية، الأسهل هو التحرر من المعتقدات السلبية وبعدها ستظهر لك تلقائيا أفكار من مستوى أعلى.
المقال مسموعاً
قد ترغب بقراءة
0
0
votes
معدّل التقييم
ياسلام💓💓
مقالات الكاتب يونس دائماً جميلة وتحرر أشياء كثيرة فيك
شكرا عبد الله ❤
داءما وابدا متألق بكتاباتك الراءعة، مقالة راءعة، شكرا يونس
“غالب المعتقدات جذورها مشاعر سلبية” ؟؟
أليس المشاعر السلبية هي تيجة المعتقدات الخاطة؟؟
العكس ممكن أيضا
كيف ممكن اتخلص من معتقد ان الاكل يتسبب بزيادة الوزن ؟ سمعت من اشخاص هذي معلومه ان المسبب لزيادة الوزن افكار ومعتقدات مش اكل واحسها منطقية لكن كيف اقتنع ان السكر والكارب مايسببون زيادة للوزن وهم يرفعون الانسولين ؟ حاولت امسكها كنقاش ما طلع معي شيء فعلاً مقنع ومنطقي ولا فيه اي مشاعر تابعه لهذا المعتقد عشان استشعرها
اختاري أحد الخيارين لتصديقه ، و ليس اختيار أحدهما و محاولة الاستفادة من الخيار الآخر أيضا 😅
👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻🌹
مقال عظيم
طريقة استشعار المعتقدات السلبية ألا تُعد جذباً لها؟
لا , لأنه استشعار بنية التحرر و ليس استشعار انسجام مع الشعور و التذبذب عليه … , وشرحت هذه النقطة في مقال سابق
فعلا لسى قايلة البرد يسبب الزكمة 😁، تحرير وسماح ، شكرا يونس ♥️
😊🙏
رائع جدا وعدت لقراءته لوجود معتقدات ما زالت قائمة
شكرا لاستفادتك
كلامك اصلا يساعد ع التحرر شكراً لوجدك بحياتي 🙏🏻🌱
ليش انا دايم احس اني بمرض او اي تعب جسدي مشاعر الخوف اكثر من الالم نفسه اول معتقد ابغى افكه بسهوله ويسر
رائع جداً مثل هذا المقال يختصر الكثير 💚 امتنان لأهل السلام 💫
شكرا 🙂
الحقائق دائما تكون مريحة 💗 ، كذا زي مقالك يريح ويشر الصدر 💗
شكرا لتقديرك 🙏🏻
هذا الكلام يقتصر بس ع معتقداتنا عن انفسنا؟
عندي اعتقاد انه انه الرجال ب40 يكونون حلوين وكيوت وفاهمين وكلشي🌚😂
هالمعتقد تسببلي بتعلق مع شخص نفس المواصفات👆🏻
كيف ممكن احرره؟💘
وشكرا لكم
لا الكلام عن جميع المعتقدات… تحرري من التعلق بالمعتقد 🌚
وقد يكون هناك مقالات قادمة عن موضوع التعلق
شكرا شكرا
شكرا 🙂
عجبتني فكرة تحويل المعتقد لشعور
انا دائماً اميل لمناقشتها بس ما قد فكرت اني طوعاً احولها لشعور من البداية بدل ما اناقش
تسلم عالموضوع
كلي امتنان لك 🙂
عفوا . شكرا لتقديرك