
الفوائد المزيفة للمشاعر السلبية: لماذا نتمسك بها رغم معرفتنا لضررها؟2/1
يونس - مدون بمنصة عصر السلام
- يونيو 15, 2019

السبب الرئيسي والذي ربما لم يخبرك به أحد سابقا هو أنك ما دمت متمسك بشعور ما فأنت مستفيد منه استفادة مباشرة أو غير مباشرة، استفادة مزيفة طبعا وليست حقيقية، إذا تمكنت من معرفة الاستفادة من هذا الشعور السلبي، ستقدر بسهولة أن تقرر الاستغناء عنه وعن الفائدة المزيفة التي تجنيها منه ويصبح مجرد شعور عادي لا يسبب لك أي قلق أو إزعاج، مثله مثل أي شعور عابر.
بعض أسباب تمسكنا بالمشاعر السلبية
1-جذب انتباه الآخرين وتعاطفهم
كثيرا ما يتمسك البعض بالمشاعر السلبية فقط كي يتعاطف معه الآخرون ويتغذى على طاقتهم، فيحافظ على مشاعر الضحية والمسكنة وأنه مظلوم كي يجذب انتباه الآخرين وشفقتهم، يصل الأمر بالبعض إلى التمارض من أجل جذب اهتمام الوالدين أو الشريك للحصول على العناية، أو المحافظة على الشعور بالقلق والتوتر حتى يسألك الآخر كيف حالك مثلا و تشعر أنك مهم، قد يصل البعض إلى حد الابتزاز المادي مثل من يطلب منك تعويض لأنه ضحى من أجلك.
يكمن الحل هنا في الوعي لهذا الدور الذي تقوم به، والتحرر عامة من الشعور بالاحتياج للآخرين، كن أنت مصدرا للحب والاهتمام لنفسك بدرجة أولى وللآخرين عوضاً عن أن تتسوله من الخارج.
2-الاعتقاد أن المشاعر السلبية توفر حماية حقيقية
وهذا من أكثر الأسباب انتشارا بين الناس، إذ يظنون أنه إن خافوا من شيء ما فإن خوفهم سوف يقوم بحمايتهم، ولكن ما لا يلاحظونه هو أن أغلب البشر خائفون ومع ذلك ما يخافون منه مازال مستمرا إلى الآن! بل وربما مازال يتفاقم أكثر فأكثر، لاحظ أيضا أن الخائف دائما خائف بغض النظر عن الخارج، مثل من يخاف عدم توفر المال ثم إذا توفر له يخاف فقدانه وهكذا يعيش من خوف لآخر لأنه لم يحسم الجذر الشعوري للمشكلة.
قد تقول الآن أنني إذا لم أخف فلن أقوم بالتحرك والعمل لحل مشكلتي أو إذا لم أغضب من الواقع فلن أقدرعلى تغييره، الحل هو أن تصنع دوافع حقيقية من مشاعر مرتفعة، يقول ديفيد هاوكينز في كتابه السماح بالرحيل:
“ألا يمكننا أن نخدم الآخرين في حياتنا بدافع الحب بدلا من الخوف من خسارتهم؟
ألا يمكننا أن نتعامل بكياسة ولطف مع الغرباء من باب أننا نهتم بإخواننا البشر بدلا من خوفنا أن نخسر سمعتنا الطيبة لديهم؟
ألا يمكننا أن نؤدي عملنا بصورة جيدة لأننا نهتم بالمستفيدين من خدماتنا بدلاً من الخوف من خسارة وظيفتنا أو رغبة في تحقيق طموحاتنا؟”
جرب بنفسك أن تغير دافعك للفعل من شعور سلبي مزيف إلى مشاعر عالية حقيقية. ستجد فرقا كبيرا في نفس السلوك عندما تؤديه لأنه واجب أو بسبب الخوف أو الاجبار وبين أن تؤديه من باب المحبة والقبول والعطاء مثلا.
3-المشاعر السلبية حقيقية ولا أريد الكذب على نفسي
فئة كبيرة من الناس تتمسك بمعتقد أن “الحقيقة مرّة” وأن أي شعور بالتفاؤل والبهجة والانشراح هو مجرد “ضحك على الذات” و نوع من التخدير المؤقت والعيش في عالم وردي خيالي جميل.
راجع قناعاتك… أنت لست مطالبا بالكذب على نفسك طبعا، إن كنت تشعر بمشاعر سلبية كن صادقا مع نفسك واشعر بها، وبهذا هي أصلا ستتحرر شيئا فشيئا. لكن هل هذه المشاعر فعلا تمثل حقيقة الحياة؟ أم أنها مجرد شيء صدقته لفترة إلى أن أصبح حقيقة بالنسبة لك؟ أو أنك بُرمجت عليها من المجتمع و الناس من حولك؟ إن كنت تراها حقيقية، فكيف تريد التحرر من شيء تراه صحيحا؟!
هل مازلت ترى الناس التي تعاني وتشتكي أصدق وأكثر واقعية من الناس المبتهجة والمحبة؟ فكر قليلا.
4-نظرة الناس لك والشعور بالانتماء للمجموعة
في كثير من المواقف نحافظ على المشاعر السلبية فقط لنشعر بالانتماء للمجموعة وبسبب الاهتمام الشديد لنظرة الآخرين وتجنبا للشعور بالنبذ.
من الأمثلة على ذلك:
لا تسامح بل تمسك بالغضب كي لا يظن الآخر أنك ضعيف، إذا توفي لك شخص يجب أن تمثل دور الحزين حتى إن لم تكن كذلك، إن لم تنجح في امتحان مهم لابد أن تكتئب وتُصدم حتى إن لم تكن كذلك حتى لا يظن الآخرون أنك مستهتر! إذا ابنك تصرف بطريقة سيئة امام الآخرين فيجب أن تغضب عليه بشدة حتى لا يقال أنك دللته، إذا اشتكى شخص لك من شيء لابد تشتكي معه وتشاركه همومه وإلا أنت شخص سيء و غير مُحب، شخص لم يحضر في مناسبة استدعيته فيها فلابد تغضب منه … الخ
إذا كان رأي الناس مهما لهذه الدرجة، مع أنني لا أنصحك أن يهمك كثيرا هههه، يمكنك أن تلعب الدور المناسب لك خارجيا ولكن المهم أن تكون مراقبا لهذا الدور وأن يكون داخلك صافيا وغير متأثر. لا تشعر بالسلب فقط من أجل عيون الآخرين.
5-إنكار الشعور
الكثيرون ينكرون مشاعرهم بسبب الكبر(الأنا)، مثل الذي لا يعترف أنه يشعر بالعار من موقف ما أو من الماضي، البعض يرفض أن يبكي لأنه لا يليق به كرجل فعل ذلك، هناك من يريد أن يسامح الآخرين ويعرف أنه مخطئ في موقف ما لكن الكبر يمنعه من ذلك.
اعترف بشعورك كما هو واكسر الكبر المزيف، انكار شعور ما لن يجعله يختفي فجأة بشكل سحري، فقط بالاعتراف والتحرر يمكنك التخلي عن مشاعرك السلبية.
هناك من يستفيد من الإنكار كي لا يعترف أنه مخطئ طوال الفترة التي كان يمارس فيها هذا الشعور. فمثلا قد تربي أم ابنها بطريقة فيها كثير من الغضب أو التخويف ثم بعد أن تنتبه لذلك تبقى تمارس نفس السلوك وتربي بقية أبنائها بنفس الطريقة فقط بسبب الكبر ولكي لا تعترف أنها كانت مخطئة، الأمثلة كثيرة لا بد أن تكون لاحظتها فيك أو في من حولك.
نكمل بقية الأسباب في المقال القادم.
شكرا لك كل الامتنان
مشاء الله عليك وعلي افكارك النيرة، ربي يحفظك ياااااارب
مقال فاخر وحاجة اخر حلاوة واللهي ❤️
💚
مقال عظيم
❤
استفدت جدا شكراا لكم
شكرا لإهتمامك
مقالة عميقة وجميلة وسلسة، وفعلا المشاعر المنخفضة تغذية مزيفة ووهمية غير حقيقية. شكرًا للمنصة ومدونها
هذا الكلام اللي من ذهب والله
مشكور والله نبهتنا على حاجات مهمه ما كنت افكر فيها
بس متى الجزء الثاني
طل الطرق تؤدي الى :القبول والسماح بالرحيل
ماچنت اعرف تأثيرها الا لما جربتها💛
شكراً ع الي تقدمونه💓💓🌿
امتناني لإهتمامك و شكرك و استفادتك
كيف ممكن نتخلص من فكرة النقطه الثانيه
مرحبا . نتخلص منها بأن نعي ان الشعور السلبي لم يقدم لنا الحماية الحقيقية . فنقرر التخلي عنه 🙂
مقال جدا قييم …لدي سوال …كيف اتخلص من مشاعر سلبيه وهي رد فعل عادى لما مر في حياتى ..الخيانه المستمره من قبل زوجي كان ولازال …….ولدي طفله احتياجات خاصه هل يجب اتعامل على أنه عادي من غير اكتءاب؟؟كيف ..امام هذي القضيتين كيف أتعامل بمرح وعدم اهتمام؟؟علما انى قرأت عشرات الكتب التنميه الذاتيه ومتابعه عشرات المدربين لكن ظل سؤالي بدون جواب واشعر بالم ومراره الظروف ..الف شكر لك
مرحبا . أولا فكرة أنه “أتعامل عادي” يعني كأنك تتجاهلين المشكلة و المشاعر . هي سبب في تفاقم المشاعر أكثر .أنا لم أقل أبدأ علينا أن نتعامل بمرح و عدم اهتمام . بل عليك عيش مشاعرك و تحريرها و ليس تجاهلها . حددي بماذا تشعرين لما تتعرضين للخيانة ؟ كيف نظرتك لنفسك ؟ الخ . ما الذي يشعرك أن ابنتك من ذوي الاحتياجات الخاصة ؟ اشعري بالألم و مرارة الظروف…. لا تدعي المشاعر مكبوتة و تعاملي معها بالتدرج , إلى أن تدركي أنه لا فائدة منها في تغيير الواقع . و تحرير المشاعر ايضا لا يمنع أن تحدثي تغييرات في الواقع المادي بشكل موازي مع التحرر . إذا كانت أمامك حلول أو ضهرت لك بعد التحرر .
. و راجعي المقالات الاخرى يمكن تفيدك . إن شاء الله تكوني وجدت الجواب
كيف احل او اتخلص من دور التحايل وبقاء السلبيات التي مذكورة في المقال
اختر انك تتخلص من الدور ؟ ما الذي يمنعك ؟ 🙂
راجع المقال الأول عن التحرر و كيفيته .
الحمد لله انا اقل مشاعر سلبيه .لاني اعطيها المجال للظهور
ثم انصرف عنها .ممكن ابكي احيانا أشعر بالحزن ياخد فتره ثم اكمل حياتي
جميل 🙂
شكرا لك على هذا المقال🌹🌹 انا عجزت اتحرر من الغضب، كل يومي غضب مع أطفالي.. عليهم تصرفات تطلع جنون الواحد 🤯 حاولت أكون اكثر حنانا وتفهما واوسع بالا لكن لم يفيد.. عشت مشاعر الغضب بس ما ضبط… ايش الحل 😂
تحرري من التأنيب الي يظهرلك بعد ما تغضبين 🙂
و ايضا راجعي المقال الأول عن التحرر و كذلك انتظري تكملة الجزء الثاني
شكرا لك
تقدير وامتنان عظيم لهذا المقال، متعة وفائدة 💜🙏🏼
ننتظر الجزء الثاني بشوق 🌹
شكرا 🙂