تشافي العلاقات 4: 3 أوهام عن الحب غير المشروط

1)يجب أن تعامل الجميع بنفس الطريقة:

من الرائع أن تشعر بالحب غير المشروط تجاه الجميع، أما على مستوى السلوكيات والتصرف فلا بد أن يختلف تصرفك من شخص إلى آخر حسب نوع علاقتك به ودرجة قرابته لك والغاية المشتركة بينكم، معاملة الجميع بنفس الطريقة تحت مسمى الحب غير المشروط هو سلوك تدميري، لأن مستويات الناس مخلتفة، فلابد أن يكون تعاملك على أساس ما يستحقونه ويتحملونه، كمثال شائع فبعض الأشخاص يشعرون بالريبة إن أنت عبرت لهم عن مشاعرك تجاههم، فقد يظنون أنك تريد مصلحة ما أو لديك نية خبيثة وراء مشاعرك، لذلك عليك أن تُحسن تقدير السلوك المناسب لكل شخص حسب استحقاقه، وهذا طبعا ليس من باب الحكم عليه.

يمكنك اعتماد معيار بسيط وفعال لمعرفة السلوك المناسب لكل شخص وهو اختيار السلوك الأكثر نفعاً في كل موقف، لك وللآخر، مثلا شخص دائم التبذير لأمواله، هل من الأفضل أن تعطيه من مالك أو الأفضل أن تتركه يتعلم قيمة المال؟ ما الذي سينفعه أكثر؟ غالبا إن أقرضته فهذا الفعل مبني على مشاعر سلبية كالشفقة و ليس من محبة، لأنك تحبه فأنت ستختار الخيار الذي ينفعه و ينفعك، أحيانا قد تعامل شخصا بشدة في ظرف ما لأنه هذا هو السلوك الأفضل، والنفع هنا يقصد بها النفع الحقيقي وليس التحكم في خيارات الآخرين المبني على الإيجو.

2)إنكار الذات:
لا يستقيم حبك للآخرين إن كان فيه تقليل من حبك لنفسك، لأنه يخلق علاقة استغلالية غير متوازنة، تخيل تاجرا يقدم بضاعته مجانا لأنه يحب الجميع، في النهاية سيُفلس. كذلك عطاؤك ومحبتك للآخرين لا يجب أن تكون على حساب ذاتك، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، غالبا عطاؤك بشكل مبالغ فيه على حساب وقتك، صحتك، أموالك، راحتك هو دليل مشاعر سلبية غير محررة ورغبة في عدم المواجهة.

3)عدم الإهتمام بالحصول على مقابل:
لا يمكن أن تستمر أي علاقة بصفة سليمة إن كانت اهتماما من طرف واحد، لابد أن يكون هناك نوع من التبادل الطاقي سواء كان شعور، مال، شراكة، تقدير…..

الفرق بين الحب الحقيقي وبين الحب المشروط هو كالتالي: في الحب المشروط أنت تحاول قولبة الشخص الآخر على مزاجك: أعطني أعطيك، قدرني أقدرك، احترمني أحترمك وهكذا، لكن في الحب غير المشروط أنت لا تسعى لتغيير الآخر، بل تتوجه للشخص الصحيح مباشرة، أو بتعبير آخر أنت تحب الجميع لكن أنت تهتم أكثر بالذين تجمعك بهم اهتمامات مشتركة سواء عاطفيا أو عمل ما أو غيرها.

مثال حتى يتضح الأمر: العلاقة مع الوالدين في الحب المشروط، تكون عبارة عن عطاء مشروط بمقابل، مثل أن لا تحب والديك لأنهم لا يحبونك أو تحبهم فقط إن تصرفوا معك بطريقة معينة… وبالعكس أيضا الوالدين لا يحبون أولادهم إلا إن اختاروا اختيارات ترضيهم في الدراسة والزواج والعمل… لكن في الحب غير المشروط أنت تحب والديك في كل الحالات، إذا بادلوك الحب فهذا جيد وإن لم يفعلوا فلا ضرر في ذلك ولا يقلل ذلك من حبك لهم، لكنك تختار توجيه انتباهك وتركيزك إلى الأشخاص المهتمين والذي يحصل بينك وبينهم تبادل طاقي، لأن هذا هو النافع لك ولهم وللبشرية كلها.
نقطة أخيرة أذكرها لك:
الحب غير المشروط لا يمكن أبدا أن يسبب ضررا أو ندما أو أي شعور سلبي أو أن يتحول إلى كره لاحقا، إذا سبب لك ذلك فاعلم أنه لم يكن فعلا حبا حقيقيا، بل ربما مجرد تعلق بشيء أو بصفة ما في الآخر.