
لماذا لم تعد الأشياء ممتعة كما كانت؟
يوجد سببان رئيسيان يجعلانك تشعر أن الاشياء غير ممتعة كما
قد يكون من أكثر الأسباب شيوعاً للدخول في عالم التنمية الذاتية هي أسئلة لم نجد إجاباتها، سواء تساؤلات عن أنفسنا أو عن الحياة أو سبب وجودنا، ومن أكثر الأسئلة انتشاراً هو:
“لماذا أنا بالذات؟”
لماذا أنا بالذات مريض بهذا المرض النادر؟ لماذا أنا بالذات لم أتزوج أو لم أنجب؟ لماذا أنا بالذات ولدت في هذا البلد؟ لماذا الحلول تعمل مع غيري وأنا لا؟ لماذا أنا بالذات ليس لي مال ……..؟ الخ.
تقف خلف هذا السؤال غالبا كتلة من الألم والمشاعر السلبية العميقة، وأكثر من يسأل هذا السؤال لا يبحث عن إجابة حقيقية بقدر ما هو يريد التشكي فقط و إثبات مظلوميته. لو قمنا بسؤال الإيجو شخصيا لماذا تعتقد أنك أنت بالذات كذا وكذا؟ فستكون غالبا إحدى هذه الإجابات:
1- الشعور بالإستهداف:
يُشعرك الإيجو أن الحياة مصممة ضدك، إذ يُخيّل للإيجو كأن الله خلق كل هذه الأبعاد والحياة والمجرات والكواكب… ثم أنت بالذات استثناء من الآخرين لن تنال كذا وكذا أو محروم من كذا وكذا، شعور بالإنفصال العميق والحرمان.
لو نظرت بقليل من التجرّد سترى أنه وهم واضح ومجرد كبر وتضخم للأنا، هل يُعقل أن تكون كل هذه الحياة مصممة فقط حتى تؤلمك وتحرمك مثلا! منطقياً هذا غير ممكن، ومن المؤكد أن هناك تفاسير أخرى لما تمر به لو أدركتها سيطمئن لها قلبك، عدم معرفتك لها الآن لا يعني عدم وجودها.
2- العشوائية والإسقاطات:
لا يرى الإيجو أية حكمة في الحياة، فبالنسبة له فإن الأشياء تحدث بلا معنى محدد، تجربتك التي تمر بها هي محظ صدفة، الأشخاص الذين يملكون الأشياء التي تريدها أو مروا بظروف أفضل منك هم فقط محظوظون لا غير، وأنت طبعا لا يمكنك تغيير حظك وستبقى هكذا للأبد…. معاناة شديدة.
أو أنه يقوم بإسقاط السبب على شيء ليس لك التحكم فيه، مثل البلد الفلاني أو الجينات أو الوالدين أو الوضع الإقتصادي أو الحظ الخ … المهم عدم تحملك للمسؤولية.
3- النظرة السيئة للذات ولومها:
يُفسّر الإيجو إختلاف تجربته عن الآخرين أو عدم حصوله على ما يريد بأنه سيء جداً، يشعر أنه غير كافي أو أقل من أن يصل، حتى يمكن أن يفكر أنه يستحق ما يحدث له، بالمعنى السلبي للإستحقاق .
في كل هذه المظاهر المتعددة للإيجو، سواءاً كان لديك واحدة منها أو أكثر، لاحظ أن هناك علاقة عداوة مع الحياة، لكن الحقيقة أنه لا يوجد شيء يستهدفك أنت بالذات، حتى بعد إدراكك لهذا قد تحتاج بعض الوقت لتفريغ المشاعر تجاه المسائل المزعجة بالنسبة لك، أو حتى في خضم الحياة اليومية ستكتشف كثيراً من الأشياء البسيطة التي كنت تظنها تستهدفك.
قد يبدو لك الآن منطقيا أنه صحيح، لا يوجد استهداف، لكن عملياً مازالت التساؤلات موجودة: لماذا يحدث لي هذا؟ لماذا أمر بهذه التجربة المزعجة بالنسبة لي؟ كيف أقدر على تجاوزها والإنتقال لوضع أفضل؟……. فعندما لا تجد إجابة شافية، تعود للتمسك بإجابات منخفضة لا تفيدك لأنك لم تجد جوابا لتساؤلاتك المشروعة
1- اقبل تجربتك بالكامل:
الحياة بدون قبول تجربتك مؤلمة جداً، عِوض الإنكار والهروب اقبل وضعك، وهذا لا يعني طبعا أنك لن تسعى لتغييره، قبولك لتجربتك يخول لك البناء والمضي قدما، عِوض كثرة التشكي وخلق المزيد من العداوة والإنفصال، تأكد أن أي تجربة تمر بها لها غاية مهمة، وأنت بالوعي تقدر على تجاوزها، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
سواءا قبلت أم لا فإن واقعك الحالي موجود بكل العيوب التي أنت تشعر به الآن ، لكن القبول يساعدك على التوقف عن الإنكار و البدأ في البحث عن حلول حقيقية من مستوى أعلى عوض التخبط و الشعور بالظلم.
2- اعمل Zoom Out وضَع الأمور في سِياق جديد:
أحيانا نرى الوضع من زاوية ضيقة جدا ونتمسك في هذا المنظور بشدة حتى يصبح حقيقي جدا بالنسبة لنا، بالنسبة للإيجو فإن الحياة تحدث بالطريقة الخطأ ويجب أن تتغير الأمور في الخارج حتى يرتاح، لكن بالنسبة للروح فإن الأمور في الخارج تحدث في أفضل حال دائما كما يجب لها أن تحدث، حتى إن بدت غير ذلك فهي تعطيك ما يناسبك بالظبط حتى ترتقي وتتعلم وتتوسع، عِوض الشكوى والعداوة والمقاومة، ترفّق بنفسك، تواضع، وافهم الرسالة، انظر للأمور في سياق أوسع من سياق الإيجو.
جرب صناعة سياقات مختلفة تعطيك مشاعر أعلى، مثلا:
ماذا يمكن أن أستفيد من هذا الوضع؟
ماذا علمني هذا الوضع؟
كيف يمكن لهذا الوضع المزعج بالنسبة لي أن يقودني للتطوير من ذاتي ورفع وعيي؟
من السياقات الرائعة التي تستطيع أن ترى الأمور من زاويتها هي رسالتك الروحية، و التي هي أحد أسباب وجودك هنا كي تفيد عن طريقها الآخرين وتستفيد أنت أيضا، قد يمر بعض الناس بتجارب مختلفة لأن رسالتهم مختلفة ومميزة، وهذه التجارب هي التي عن طريقها يستطيعون إدراك رسالتهم هنا وتأديتها بشكل أفضل، وجودك في بلد ما أو لون بشرتك أو طريقة كلامك المختلفة أو اختلاف عائلتك عن الآخرين أو غيرها مما قد تراه أنت أشياء سيئة أو صعبة، كلها قد تكون تخدمك في تأدية رسالتك وتطورك في هذه الحياة.
3- حرر مشاعر ما وراء الانزعاج:
إن ما يزعجنا دائما هي المشاعر التي وراء عدم تحقق ما نريد فنستنتج خطأ منا أن الحياة تحرمنا، لذلك استهدف مباشرة المشاعر المؤلمة التي تشعرها وحررها أولا بأول لأنها هي التي تزعجك حقا وحتى لا تسقطها على الحياة وأنها لا تحبك أو تستثنيك مثلا.
قد تشعر بالغضب من علاقاتك السلبية أو بالخوف من عدم قدرتك على تأمين المستقبل أو بالحرمان من عدم تحقق شيء ما, ضع انتباهك على الشعور نفسه لأنه هو مشكلتك وليس الحدث نفسه أو توفر الشيء من عدمه، قم بتحريره وستكتشف أن الأمر كان أبسط من ظنونك السابقة، فالحياة ليست عدوا لك.
4- تحسين علاقتك مع الله:
غالبا قد يكون وعيك أعلى من هذه المستويات، لكن قد تبقى هناك رواسب من مستويات الوعي المنخفضة، تظهر لك في لحظات انخفاضك، لاحظ أحيانا عندما ينخفض وعيك أو مشاعرك، قد تشعر أن الله لا يحبك، أو أنه غاضب عليك، أو أنه غير مهتم فيك، الخ …. وعندما ترجع لوضعك الطبيعي تختفي هذه الإنخفاضات، عليك بالتحرر منها، وقد نتوسع في هذا الموضوع في مقالات قادمة.
ملخص الموضوع أنه لا يوجد شيء يستقصدك أنت بالذات بشكل شخصي، هذا وهم للإيجو، وراء حدوث كل شيء هناك حكمة عظيمة حتى و إن لم تدركها الآن، الموضوع متشعب وقد لا يمكن لمقالة واحدة أن تلم بكل الجوانب، لكن يوما ما ستدرك أن الحياة تحدث لك وليس عليك.
لماذا لم تعد الأشياء ممتعة كما كانت؟
يوجد سببان رئيسيان يجعلانك تشعر أن الاشياء غير ممتعة كما
تشافي العلاقات 5: لماذا نحافظ على علاقات مزيفة؟
نؤمن بالمنصة بأهميّة العلاقات ودورها في التكامل والارتقاء وتطوير الوعي
عندما تجلس مع نفسك وتأخذك الأوهام إلى التفكير بحظوظ الآخرين
🥺this article makes me cry , I knew all that’s but how could I forget ? thank u for ur efforts
لا يحتاج تناسي ..
يحتاج شجاعة للمواجهة🤍
شكراً لإبداعك في هذه المقالة يونس 🙏🏻
مقالة ثرية وعميقة امتنان لأداءك لرسالتك
صباح السلام
قريت المقال ٣ مرات ، وصف دقيق وقوي
شكرا
رائع ، شكرا لاهتمامك بوعيك 🙏
دائما مقالاتك عميقة وبسيطة توضح الوضع كما هو وتطمئن ، شكرا جزيلا يونس امتناني الكبير لك
تسعدني استفادتك و حضورك الدائم شكرا لك 🌷
شكرا جزيلا
عفوا
شكرا لاهتمامك و شكرك 😄
من المقالات اللي احب أقرأها اكثر من مره 💖💖
🙏
سلسلة مقال الايقو رائعة غيرتني شخصياً
ممتنه لعطائك يونس💚🙏🏻
تعليقك شجعني على المزيد من العطاء ، امتناني 🙏
العنوان لوحده حكاية، فعلا نحتاج نتذكر دايما ونؤمن ان الحياة تحدث لنا وليس علينا امتناني يونس مقال جميل جدا
🙏
رغم اني اعرف هالكلام لكن اعجبني سردك للمقال💕 تجننن💕
شكرا 🌷
ياليت يكون في اسهاب للنقطة رقم ٣ تحسين علاقتنا مع الله عزوجل
عندي رغبة ملحه وشديدة تجاه المال كيف نظرتي تكون الرفض؟
وصحيح كما ذكرت الحمدالله وعيي مرتفع لكن فيه بعض الرواسب متعلقه ببعض الأمور كالمال احس هذي النقطة جديدة علي (تحسين علاقتنا بالله) انا فاهمة اننا لازم نرضى بماقدره الله لنا لكن ماعمري فكرت عن نظرتي وشعوري تجاه خالقي أتمنى
راجعي فكرتك عن القدر, تحملي مسؤولية ما يحدث لك و لا تسقطيها على الله أنه السبب في النقص
و حرري التعلق بالمال بما أنه رغبتك فيه شديدة
مقال جدا عميق ورائع شكرا لك🌸
🙏
شعرت براحة وانشراح بعد قراءة المقالة رغم أني أعرف تقريبا كل ماجاء فيه لكن سبحان الله شعرت بطمئنان وحب وعودة للداخل
شكرا لك
ايش الحكمه من ورا قصر القامه ؟ كيف اتقبلها وهي سارقه جمالي وثقتي بنفسي ومستحيل يتغير طولي للابد ولو سمنت شوي يبين علي ماقدر احضر مناسبه واكون سعيده فيها الا بالكعب العيب هذا مستهلكي وعرضني لانتقادات من وانا مراهقه وانا الوحيده من بين اهلي واقاربي القصيره وهالشي عرضني للسخريه من الكبير والصغير كيف ممكن اتقبلها بكل بساطه ؟
لا أحد يمكنه سرقة جمالك و ثقتك بنفسك , هذه أشياء داخلية, هناك كثيرون قصار القامة و لا يشعرون مثلك
ربما ليس مستحيل أن يتغير الطول 😄 أزيلي هذا المعتقد و ابحثي عن حلول
السخرية هي فقط لأنك مش متقبلة نفسك , لو تتقبلينها بالكامل كما هي لن يسخر منك أحد و إذا سخر لن يؤثر فيك , و إن أثر يعني أنك لم تحرري بالكامل
التقبل هو بمعنى التجاوز و ليس الاستسلام, يعني بماذا فادك الرفض؟ لا شيئ !
اقبلي على الاقل بالقبول تقدري تبحثي عن حلول وقتها بشكل أسهل من البحث عن حل من دافع رفض
مقال رائع استفدت منه كثير ممتنة لك 🌻
🌷
فعلاً قبول التجارب هو إعلان للرغبة في المضي قدماً والبناء .. شكراً لك أبدعت 🌷
شكرا 🥰
مقال جمييل جاء في وقته 💗🙏🏼
شكرا لاستفادتك
المقال رائع وعميق لوحده يعتبر درس 🙏🏻💗
شكرا لينا على الدعم و البيئة الجميلة الي صنعتيها 🙏