
تفكيك الإيجو 4: طرق متنوعة للتحرر من التعلقات
يونس - مدون بمنصة عصر السلام
- أغسطس 13, 2019

التعلق بالشيء هو اعتماد مشاعرك على وجود هذا الشيء في حياتك أم لا، وهو ما يخلق آلاماً مستمرة ورغبة دائمة في الحفاظ على الأشياء المتعلق بها، أو أنك تطلبها بشدة وبشكل مستمر إن لم تكن متوفرة لك الآن.
يكمن جذر التعلق غالباً – حسب رأيي – في تدهور قيمتك الذاتية، أي أن نظرتك لنفسك أنك دائما غير كافي، فتبحث عن أشياء في الخارج من أجل البحث عن قيمة مؤقتة أو من أجل بعض المشاعر التي تتوقع الحصول عليها عند تحقق ما تريد.
كيف تفك التعلق؟ سواء بشخص أو بمكان أو بأي شيء مادي أو حتى بشعور ما، لا بد أن تتصل بذاتك أكثر وتدرك قيمتك وتتوقف عن البحث عن قيمة مصطنعة مستمدة من الخارج. ففي الحقيقة أنت من يعطي القيمة للأشياء وليست الأشياء هي التي تعطيك قيمة.
طرق متنوعة للتعامل مع مشاعر التعلق
1)تقبل مشاعر عدم تحقق الشيء المتعلق به
تخيله لن يتحقق أبدا، بماذا ستشعر؟ احسم هذه المشاعر
مثلا متعلق بوجود ناس حولك، تخيل أنك ستعيش طول عمرك وحيد، بماذا ستشعر؟ تحرر.
2)خفّض من الأهمية المبالغ فيها لتحقق الشيء
لأنها غالبا مبالغ فيها وغير حقيقية، الفرحة الشديدة وتخيلك أنك ستحصل على سعادة أبدية بمجرد تحقق الشيء تعني أنك متعلق بشدة، اشغل نفسك بأمر آخر ولا تجعل تعلقك محور حياتك.
إذا كانت حياتك تتمحور حول إيجاد شريك حياة مناسب، ضع أهداف أخرى أوسع مثل أعمال أو غيرها ولا تدع حياتك مرتكزة فقط حول هدف وحيد.
3) بارك واسعد للأشخاص الذين حققوا نفس هدفك
إذا كنت متعلقا مثلا بالرغبة في أن يحبك شخص ما، فأنت ستشعر بالحرمان أو النفور كلما رأيت أشخاصا متحابين. إذا استطعت أن تفرح لهم من قلبك وبصدق وتتمنى لهم المزيد، فهذا يعني أنك تخلصت من التعلق.
4) تخيل الحصول على ما تريد
وهذا ليس تمرين قانون الجذب أو ما شابه، لكن وببساطة، الشخص المتعلق لا يستطيع حتى تخيل حصول هدفه الآن لأنه متعلق به بشدة فهو يضعه في مكان بعيد وصعب التحقق كأنه أمنية أو حلم.
إذا استطعت تخيل حصول هدفك بدقة الآن فسيزول التعلق مباشرة. مثال: شخص متعلق بوزنه المثالي هو لا يستطيع تخيل نفسه بوزنه المثالي الآن، إذا استطاع ذلك فهو ليس متعلق 🙂
و السبب أنك تبحث من تعلقك بالأشياء عن مشاعر معينة ، فإن استشعرتها الآن و كنت مصدرها فلن تحتاج إلى التعلق بشيء ما حتى يوفر لك هذا الشعور
5)تحرر من المخاوف وراء التعلق
وراء كل تعلق غالباً، مخاوف من شيء ما! قد يكون التعلق بالمال خوف من الفقر مثلا أو التعلق بصورتك أمام الناس خوف من رفضهم لك…. إذا تحررت من الخوف سيزول التعلق.
6)تخلّى عن هدفك لمدة 5 دقائق فقط
هل تستطيع فعل هذا؟ الشخص المتعلق بهدفه يصعب عليه التخلي عنه، ويشعر أنه سيضيع أو سيفقد ذاته إن تخلى عن هدفه، جرب أن لا تطلب هدفك، أو إذا كنت متعلقا بشيء عندك.
جرب استشعر أنه لا يهمك أمره! مثلا أنت متعلق بوزن مثالي ترغب فيه، هل تستطيع داخليا ولمدة 5 دقائق فقط أن لا ترغب في هذا الهدف ولا تطلبه، جرّب.
مسألة التعلق هي دائماً رمزية
بمعنى، أن الشيء الذي أنت متعلق به ليس هو المهم! أنت متعلق بسبب الرابط الذهني الذي صنعته.
مثلا هذا الشخص يمثل لي الأمان أو أن الحصول على كذا سيسبب لي السعادة الخ، لو أنك تدرك الرابط الذي يمثله لك التعلق ستستطيع بسهولة تفكيكه والتحرر منه.
أهم أسئلة قد تسألها لنفسك هي:
-هل التعلق بما أريد أفادني للحصول عليه؟
-إذا لم يفدني لماذا ما زلت متعلق؟
-هل التعلق بأشيائي الحالية أو الأشخاص من حولي أفادني لأحافظ عليهم وأشعر براحة حقيقية؟
-إذا لم يفدني لماذا لا أتحرر منه؟
شكرا يونس ..
الله يعطيك العافية مقال رائع ومختصر
سعدت لاستفادتك ، شكرا 🙏
عندي سؤال الحين لما احرر يعني اطلع المشاعر المكبوتة داخلي بس في نفس ابوقت احط ببالي اني مو المشاعر
عندي سؤال الحين لما احرر يعني اطلع المشاعر المكبوتة داخلي بس في نفس الوقت احط ببالي اني مو المشاعر صح؟
شكرا لك استاذ يونس ،قدر ما اوصف مقالاتك لا انصفك، شكرا لك علي كل ما تقدمه من معلومات مجانية في قمة الروعة والجمال والإبداع، ممتنة لك أشد الامتنان لوجودك في عالمنا
سعيد لك ولجميع قراء مدونة عصر السلام، وتغمرني وفريق العمل السعادة بحضوركم المستمر وتفاعلكم ❤️
اذا لم يتجلى الهدف رغم فك التعلق هل يعني ان التعلق لم ينفك فعليا؟ او ماذا؟
قد تكون هناك عدة أسباب أخرى مثل الغاية أو الذبذبات المناسبة أو النبة أو غيرها …
امتنان للمقال وصاحبه وللمنصه
و للجميع كل التقدير
معا نحو عصر السلام بسلام
أعجبتني السببية هنا كونها الرابط بين الشيء المتعلق به والذات المستقلة. شكرا للكاتب بورك فيه
جوامع الكلم .. بورك لك ولقلمك ..
شكرا 🙂