تخطى إلى المحتوى

If I Stay

فيلم يتحدث عن رحلة الروح
فيلم if i stay - افلام وعي ٠ افلام تطوير ذاتي

توصياتنا السينمائية

مُحرّر: وصال بارودي - مُدير حوار: خديجة العنتر

تتنوّع طُرق ووسائل رفع الوعي، فمن تعلّم علوم الوعي بذاتها إلى مُجالسة الواعين ومُعلّمي الوعي إلى التفكّر فيما يحدث لنا وحولنا، وصولاً لمُشاركة من يمرّون بنفس التجارب في الأفكار والحلول كما نُقدّمه في حديث الاثنين. هذه الصفحة خصّصناها لتوصياتنا في الأفلام السينمائية والتُي تُحدث توسعاً في الوعي، نطرحها من وجهة نظرنا ونتشاركها معك مُرتبةً هنا، لمُشاركتنا المزيد من وجهات النظر والترشيحات تابعنا على الحساب المُخصّص له في تويتر.

فيلم if i stay - افلام وعي ٠ افلام تطوير ذاتي

If I Stay

الفيلم الثاني لموضوع ‎رحلة الروح مميز بمناقشته تجربة الاقتراب من الموت. يحكي الفيلم قصة ميا، فتاة موهوبة بالعزف على التشيلو، ولدت في أسرة موسيقية حيث كان والداها شغوفين بموسيقا الروك الصاخبة، أما هي تميل للموسيقى الكلاسيكية مثل أعمال بيتهوفن.

منذ صغرها ومنذ أن لاحظ والداها موهبتها، قررا ترك الفرقة والاستقرار بأعمال أنسب لكي يتفرغوا لتربيتها هي وأخيها تيدي وليقدما لها كل الحب و الدعم. تتعرف أيضاً على آدم، والذي منذ اللحظة الأولى يؤمن بموهبتها ويقدم لها الكثير من الدعم والحب. تواجه ميا الأسئلة والمسائل التي تشغل بال الشباب في عمر المراهقة مثل أي جامعة ستختار، بمن سترتبط، كيف ستندمج في المجتمع وتكوِّن صداقات تشبهها، ويلهمنا من خلال ذلك لاكتشاف أنفسنا وأهدافنا وعلاقاتنا.

ورغم دعم أهلها وآدم الكبيرين ورغم موهبتها البارزة في عزف التشيلو تظل ميا في حيرة حول أي طريق ستختار وماهي رسالتها. إلى أن تتعرض لتجربة اقتراب من الموت تنهار معها كل تعلقاتها ويظهر لها ما هو حقيقي فعلاً. (إذا بقيت) فيلم ملهم يلهمنا بأن نعرف الدافع الحقيقي وراء وجودنا في هذه الحياة وأن نقدم مساهمتنا من امتلاء وحب.

1- الرسالة الروحية

عند النظر ولو قليلاً لكلمات ميا عن عزف التشيلو نفهم بأنها كانت تتحدث عن رسالتها الروحية: "أحببت التناسق ولكن أكثر ما أمتعني هو الشعور بداخلي بأن قلبي يتشارك اللحن مع التشيلو، وكأنه الموسيقى امتلكتني وانسكبت مني." هناك عدة دوافع قد تجعلنا نعمل، الحصول على المال، الحصول على الخبرة، الشهرة أن تكون محبوباً ومقبولاً وتملأ الفراغات التي تشعر بها،.. أو الحب، حب نقي صافي ولا شيء غير الحب. ليس لتصل لمكان ولا لتذهب لمكان، أنت هنا، هنا تماماً، ومن هنا يتدفق كل شيء من داخلك. هذا ما نسميه الرسالة الروحية، غاية مجيئك الحياة.

2- لماذا اختارت هذه الأسرة؟ أولاً: لتدعمها:

فور أن عرف والد ميا بموهبتها وأدرك أن ما تفعله عملٌ مدفوعٌ بحُب صافي, آمن بها بصدق, وقرر أن يترك الفرقة ويؤسس لأسرة هادئة تعمل بوظائف مستقرة لدعم ميا. لطالما ظَنت أن هذا التغيير كان لولادة أخيها تيدي وأن هذا ما جعل الأسرة أخيراً متقاربة، ولكنه كان لأجلها ولأجل دعم رسالتها. هي اختارت هذه الأسرة الداعمة لتساعدها بعيش رسالتها, واستفادت أيضاً من تنشئتها في جو موسيقي لتعيش حب الموسيقى وتختار الآلة التي تحبها لاحقاً.

3- ثانياً: لتجرب الحياة

لطالما شعرت ميا أنها غريبة في عائلتها، فوالداها شخصان قويان واجتماعيان وعازفا روك صاخبَين، أما هي ففتاة هادئة متصلة بروحها تفعل الأشياء التي تحبها وتعيش في عالم خاص بها بقوانينها الخاصة بها. وحتى صديقها آدم مختلف عنها تماماً ويبدو أنه يشبه والديها في حياته الصاخبة. لقد ساعدها هذا التناقض على أن تجرب الحياة وتجرب وجهات نظر مختلفة عنها.

4- الحب

ولأن الرسالة الروحية منطلقة من حُب، فالحب يتدفق في حياة كل من يعيش رسالته بكل سلاسة ويسر. وكذلك حياة ميا، كل ما فيها يتدفق بالحب. دعم والديها، دعم جدها وتشجيعه لها على التقديم لجامعة جوليارد، مساعدته لها في الرحلة وتشجيعه, وحتى تقديمه الحب اللامشروط مع تعرض ميا للحادث وتفهمه لخيارها إن أرادت الرحيل أو البقاء. آدم وحبه الكبير ومساندته لها حتى وإن كان في طريق يبعدها عنه مادام حلمها، حب صديقتها ودعمها لها بعد الحادث، والأمسية الجميلة المُحبة التي اجتمعت فيها كل العائلة وغنوا حول النار.

5- درس ميا

ولكن مشكلة ميا هي التعلقات، التعلق بأسرتها، تعلقها بتيدي حين عرفت أنها خسرت أسرتها، مساومتها بين رسالتها في عزف التشيلو والسفر لجوليارد وبين حبها لآدم. لقد خسرت كل شيء لتعرف ما هو المهم حقاً. ومع كل خسارة كان يقل تعلقها بالحياة. حتى قبولها في جوليارد وحتى حب آدم لم يكفيا كدافع لتبقى في الحياة. حين رأت النور وأرادت الرحيل والانضمام إليه لم يرجعها أي من ذلك، عادت فقط حين سمعت صوت مقطوعة بيتهوفن: "فقط بعد هذه المقطوعة!" نعم بعد هذه المقطوعة لأن هذه هي رسالتها وهذا ما جاءت لأجله.

6- أنت هنا لتجرب

إذاً وبعد كل هذه التناقضات، أسرة محبة، صديقة مخلصة، حبيب وفي، خسارة أسرة، سفر وافتراق، خسارة أخ، رحلة، أمسية مع الأصحاب، حب الموسيقى، قبول في الجامعة ... بعد كل هذا لماذا بقيت؟ لأن هذه هي الحياة، أنت هنا لتختبر وتجرب، وميا اختارت أن تجرب. من المهم في موضوع مثل رحلة الروح أن نقول بأن الروح موجودة هنا لتختبر وتجرب الحياة على الأرض، ولولا ذلك لماذا جاءت، كانت ستبقى كروح. ولكن كل هذه التجارب المفرحة والمؤلمة في حياة الإنسان هي ما يجعل تجربة الحياة مثيرة. وميا اختارت أن تبقى وتجرب.

"يُمكنك أن تتعلّم من كُل شيء"

منصة عصر السلام
0 0 votes
معدّل التقييم
×