تخطى إلى المحتوى

Howels Moving Castel

فيلم يتحدث عن الحب والجمال والعودة للذات
فيلم Howels Moving Castel

توصياتنا السينمائية

مُحرّر: وصال بارودي - مُدير حوار: خديجة العنتر

تتنوّع طُرق ووسائل رفع الوعي، فمن تعلّم علوم الوعي بذاتها إلى مُجالسة الواعين ومُعلّمي الوعي إلى التفكّر فيما يحدث لنا وحولنا، وصولاً لمُشاركة من يمرّون بنفس التجارب في الأفكار والحلول كما نُقدّمه في حديث الاثنين. هذه الصفحة خصّصناها لتوصياتنا في الأفلام السينمائية والتُي تُحدث توسعاً في الوعي، نطرحها من وجهة نظرنا ونتشاركها معك مُرتبةً هنا، لمُشاركتنا المزيد من وجهات النظر والترشيحات تابعنا على الحساب المُخصّص له في تويتر.

فيلم Howels Moving Castel

تعيش صوفي في مدينة متصارعة، وتقابل عدة شخصيات في القصة تعيش بعيداً عن حقيقتها، وكأنهم فقدوا الاتصال بقلبهم وحكمتهم واستسلموا للإيجو وصوره وأصبحوا بلا قلب. صوفي نفسها تعتقد أنها فتاة غير جميلة الشكل ولا تستمتع بالحياة كما تحب. تقابل هاول ساحر مستقل يحب أن يعيش وحيداً ويكون مبهراً كلما ظهر. ولتقربها منه تلقي عليها ساحرة الفناء تعويذة تجعلها عجوزاً. لتخرج صوفي من هذا المأزق تتجول في البراري باحثةً عن ملجأ لها، فتهتدي لقلعة هاول المتحركة، وتتعرف هناك على هاول وقرنبيط وساحرة الفناء عن قرب. 

كل واحد من هذه الشخصيات قد فقد شيئاً من اتصاله مع روحه. هاول لا يحب نفسه، يعتمد الإبهار، ويجد نفسه غير جدير بالعيش إن فقد جماله أو هجرته من يحب. قرنبيط هو في الواقع أمير وسيم لم يجد الحب. وساحرة الفناء سيدة قد هجرت قلبها وأصبحت متعلقة بالاستحواذ على قلوب من تحب ومنهم هاول. أما صوفي فقد قابلت هاول في الماضي، ورأت محنته وفقده الاتصال بقلبه وتغذيه على كاليسفر ليغطي ذلك.

إن روح صوفي المُحبة قد قطعت عهداً لهاول أنها ستعود وتساعده ليستعيد حكمة القلب من جديد، لتتطور هي أيضاً وتلهم الحب لأبطال القصة ولمن حولها.

1- الجمال وهاول

من المشاهد الأولى في الفيلم مشهد التقاء هاول وصوفي. نرى فيه أن صوفي فتاة عادية تعيش حياة عادية ولا تختبر الحياة بعمق. أما هاول فيعيش حياته بالطول والعرض، متنقلاً بين أرجاء المدينة، مستمتعاً بكل تجربة، ومستفيداً من القدرات الخارقة التي يمتلكها ليختبر الحياة إلى أقصاها، ويُلبِس تجربته هذه ثوب الجمال فهو ينشر السحر والاندهاش في كل مكان يذهب إليه ويلفت الأنظار لحضوره. وإن كان في هاول بعض الزيف الذي سنذكره هنا، إلا أن الجمال من ميزاته وميزات الحياة التي يصنعها. وهذا ما تعلمته منه صوفي، حين أنقذها وطار بها فوق المدينة وانبهرت بجمال الموقف، جمال حرية الطيران بلا قيود وسحر النظر للمدينة من الأعلى ومرافقة شخص مفعمٍ بالجمال.

2- الجمال وصوفي

التعويذة التي حلت على صوفي جعلتها تنتقل من شابة صغيرة إلى عجوز في الثمانينيات، فهل كان هذا ظلم؟ حين تتقدم القصة وتكتشف صوفي قناعتها، نجد أن تقدم سنها لم يكن إلا انعكاس لمعتقداتها في الداخل. العجوز التي أصبحت عليها صوفي تستصعب الحركة ويقل جمالها، وهو ما كانت تعيشه كشابة تماماً. لم تكن تتقدم في حياتها بل تعمل في نفس العمل الروتيني الذي عمله أهلها بدون أي تطورات في حياتها. أما الجمال فهي لا تعتقد أنها جميلة أبداً حتى عندما يخبرها الآخرون عكس ذلك. إذاً ليس ظلماً، فقط ما في داخلها تجسد في شكل مادي. ومع ذلك لم يكن الأمر سيئاً، فهذا التغيير في شكلها دفعها لتغادر بلدتها وتجرب الحياة التي هربت منها كثيراً، وفي النهاية قادها هذا لرسالتها وقدرها. وفي كل مرة كانت صوفي تقدم الحب وتعيش الحياة، كانت تصغر في العمر وكان جمالها يزداد.

3- صوفي وهاول (المرحلة الأولى)

عاش هاول لسنوات في قلعته المتحركة راكضاً وراء الخارج، ناسياً النظر لداخله ومعتقداته وما تراكم داخل منزله ونفسه. عندما وصلت صوفي للقلعة أعلنت: تنظيف تنظيف! وكأنها تقول حان وقت التحررات. وكنتيجة لحملة التنظيف التي قامت بها، خلطت صبغات شعر هاول، مما أدى لتغيير لون شعره وانهياره عندما شعر أنه أقل جمالاً. هذا الموقف أظهر ما في نفس هاول، خوفه من ألا يكون جميلاً، ألا يكون مرغوباً ومحبوباً لدى الناس، وعمله على مظهره كي يلفت الأنظار ويكسب الإعجاب والمحبة. بعد هذا الموقف تماماً، ارتمى هاول في السرير مريضاً (تحرر)، وبدأ يتحدث لصوفي عن مخاوفه: أخاف من ساحرة الفناء وملاحقتها لي لأحبها، لذلك بنيت هذه القلعة لأهرب.

4- صوفي وهاول (المرحلة الثانية)

حاسمٌ جداً المشهد الذي خافت فيه صوفي على حياة هاول وقالت للجميع هيا اخرجوا من القلعة، هاول يستخدمها لإخفائنا وحمايتنا وبهذا يمكنه المخاطرة وحده ومصارعة العالم، إذاً لنخرج من القلعة دعوها تنهار، حان الوقت لننهي الهروب والاختباء والتصارع مع الانعكاسات. حان الوقت لنحل المشكلة من جذورها، من الماضي. كل التنظيفات والتحررات كانت مرحلة أولى، صوفي لم تأتي لهاول لتتأقلم مع حياته المزيفة التي بناها وتُحسّنها قليلاً، هي عاشت ذلك لفترة ولكن هذه مرحلة وانتهت وهذه ليست رسالتها. هي جاءت لتوفي بعهدها الروحي الذي قطعته لهاول بأن تعود وتساعده لأنها تحبه.

5- القلب

كانت محنة هاول منذ طفولته أنه يشعر بالوحدة، ويشعر بأنه غير محبوب. في أحد ليالي الصيف التي عاشها وحده، رأى نجما ساقطاً من السماء وابتلعه ليكسب قوة خارقة، لكي يصبح هاول، ساحر قلوب الناس. ولكن هذا التصرف كان نوعاً من الغطاء والإيجو. هو تخلى عن قلبه، قلب الطفل الصغير، مقابل هذه القدرات، لم يكن يشعر بالراحة وكان دائم الهروب، وكان تدريجياً يتحول إلى وحش بارد جامد فاقد الشعور. وحتى النجم الذي استخدمه ليكتسب قوته كان يشعر بأنه مأسور مع هاول. وكنتيجة لفعله هذا، أصبحت ساحرة الفناء شديدة التعلق تطارده كنتيجة طبيعية لاختياره الزيف، وانجذاب ما هو في مثل تردده له. وتلقائياً حين استعاد قلبه، لم تعد الساحرة مهتمة به أبداً، بل بحثت لنفسها عن شيء آخر.

6- قدمت حب وأخذت جمال

صوفي مُحبة جداً، وما يجعلها مناسبة لمساعدة هاول هو محبتها الكبيرة له ولكل الشخصيات التي عاشت قربه. رأيناها كيف تشجع كاليسفر على العمل، وكيف ساعدت قرنبيط بحب ولطف، وكيف أحبها ماركل والكلب هين. حتى الساحرة التي حولتها لعجوز، تسامحت معها وساعدتها في محنتها. والأهم حبها الكبير لهاول ومساعدتها له وعهدهم الروحي القديم. أما صوفي فقد عاشت معهم الحياة، ورأت جمال الطبيعة الخلابة في عدة مدن وجمال المحيط ورؤية البحر. وبعد أن رأت الجمال وقدمت الحب، استطاعت أخيراً أن ترى جمالها هي، فازدهرت وتألقت. هكذا هي رحلة الروح في العالم المادي، كل شخص يتطور في عالمه، وكل المحبين يتطورون معاً.

"يُمكنك أن تتعلّم من كُل شيء"

منصة عصر السلام
0 0 votes
معدّل التقييم

مقطوعة الأبعاد العُليا

×